احتج أمس مئات السلفيين أمام وزارة العدل للمطالبة باطلاق سراح الموقوفين في أحداث السفارة الأمريكية رافعين شعارات تنديد بسلسلة الايقافات التي يتعرض لها المنتمون للتيار السلفي. المحتجون أكدوا أنهم ليسوا ارهابيين رافضين التفرقة بين التونسيين. «قانون الارهاب قانون أمريكي»، «إلى متى الظلم» «كل الموقوفين أطلق سراحهم والسلفيين وقتاش» «إلى متى أسرى أحداث العبدلية دون محاكمة»؟ «حمزة الصالحي بأي ذنب سجن عمره 16 سنة».. هذه الشعارات وغيرها رفعها السلفيون المجتمعون أمام وزارة العدل منشدين لأغان دينية تتحدث عن معاناة هذه الفئة.
شارك في هذه الوقفة عائلات الموقوفين من السلفيين حيث قال أحد الأولياء «ماذا فعل أبناؤنا لكم ايها الشعب التونسي لكي تكرهوهم بهذه الطريقة» وقاطعته زوجته وهي تصرخ «حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من عذب ابني البريء فقد أصبح الشريف يسجن والسارق حرّ طليق» ومن جهتها أضافت خالة أحد الموقوفين «لقد جئت لأدعم ابن أختي لأن والدته مريضة وهي مسنّة وهو الذي يعولها فأتركوا سراح أيمن».
لجان حماية الثورة في الموعد
بعض لجان حماية الثورة جاءت لمساندة السلفيين في احتجاجهم على سجن زملائهم المنتمين للتيار السلفي وقد رفع أحد المنتمين لها صورا لرجل أعمال وصاحب قناة مطالبا بمحاسبتهم كباقي المواطنين قائلا في هذا السياق «السلفيون أبناؤنا يسجنون وأصحاب النفوذ والمال والمتآمرون على هذا الشعب يعيثون في الأرض فسادا». أما باقي أعضاء لجان حماية الثورة الحاضرون كانت وظيفتهم الرئيسية هي تنظيم صفوف المحتجين لكي لا تتعطل حركة المرور بمساعدة بعض قيادات السلفيين الذين فتحوا الطريق لتسهيل حركة المرور للسيارات والمترجلين.
رفض عدد من السلفيين تسييس مطالبهم والتهجم على بعض الاطراف الحزبية مطالبين مناصريهم احترام الأسباب الرئيسية لهذه الوقفة الاحتجاجية وقد استجاب الشباب السلفي لدعوات قياداتهم والمنظمين لهذه الحركة.
لسنا ارهابيين
«لسنا ارهابيين نحن أبناء هذا الوطن، كلنا تونسيون لماذا هذه التفرقة بين الشعب» هكذا قال أحد السلفيين مضيفا «والله لسنا مجرمين ونحب الجميع فلا داعي أن يشوّهنا الاعلام او الأحزاب السياسية فنحن دعاة اسلام وسلام» وأضاف بدري «اخوتي في الله الموقوفون حاليا في قضية السفارة الأمريكية أبرياء لم يحرقوا أو ينهبوا بل جاؤوا لنصرة الحبيب عليه السلام».
بدأت الهتافات مجددا من أمام وزارة العدل ولعل بعضها توجه للحكومة مثل «لا إقصاء لا تعذيب» «يا حكومة فيق فيق أمريكا تلعب بيك» وبدأ أحدهم يردد أغنية «غرباء» التي تصف حالة الظلم في السجن وبدأت أصواتهم ترتفع للمطالبة بالحرية لزملائهم السلفيين الموقوفين في أحداث السفارة الأمريكية ومعرض العبدلية ودوّار هيشر.
الصور... والآلام
رفع المحتجون صورا للسلفيين الموقوفين ومنهم صورة لبشير القلي أحد المحتجزين في السجن وهناك عديد الصور بلا أسماء وكتب تحتها «القانون أسد أمام السلفيين وأرنب أمام التجمعيين» و«ارفعوا أيديكم عنا» «الحرية للسلفيين».
وقد انتهت هذه الوقفة الاحتجاجية حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا وبدأ السلفيون بالانسحاب مجموعات مجموعات لكي لا تتعطل حركة المرور.