تحت شعار «الاعلام كلمة صادقة ورؤية عادلة» احتضنت العاصمة الايرانية المعرض الدولي التاسع عشر للصحافة ووكالات الأنباء من 28 أكتوبر الماضي الى 4 نوفمبر الجاري، وذلك في فضاء مصلى الإمام الخميني الكبير وسط طهران. شاركت في هذا المعرض أكثر من ألفين و380 صحيفة ووكالة أنباء ايرانية اضافة الى صحف ووكالات أنباء دولية من دول اسلامية على غرار مصر وتونس والأردن وسوريا واليمن وعمان والكويت والعراق، اضافة الى دول أخرى تعيش فيها أقليات مسلمة على غرار الصين وروسيا وأذربيجان، زيادة على دول أجنبية منها فينزويلا..
غياب
لكن على الرغم من الكم الهائل من المشاركين في هذا المعرض الضخم فإننا لاحظنا غياب الصحف ووكالات الأنباء الغربية ويعود هذا الغياب إلى خلفية قرار حجب الفضائيات الايرانية من الأقمار الصناعية الاوروبية وهو ما أكده نائب وزير الثقافة والإعلام الايراني محمد جعفر زادة بقوله «ان المعرض لم يوجه دعوة إلى الاعلام الأوروبي للمشاركة احتجاجا على قرار حجب الفضائيات الايرانية من الأقمار الصناعية الأوروبية لكن هذا لم يمنع من مشاركة ايطاليا وعلى الرغم من هذا الغياب الأوروبي فإن الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للصحافة ووكالات الأنباء شهدت زيادة في عدد أجنحة المعرض مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت 830 جناحا احتضنت أكثر من ألفين و380 صحيفة ووكالة أنباء ايرانية اضافة الى الأجنحة الخاصة بالمشاركات الأجنبية.
المعرض الدولي للصحافة ووكالات الأنباء الذي اشرف على افتتاحه وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الدكتور محمد حسيني، شكل فرصة للاطلاع على المنظومة الاعلامية الايرانية الثرية بالعناوين الصحفية ووكالات الانباء الناطقة بالفارسية والعربية والانقليزية، ومنها صحيفة «كيهان العربي» الناطقة بالعربية والتي تصدر عن دار كيهان للصحافة والتي تنشر صحفا بالفارسية والانقليزية والعربية، وكذلك صحيفة «الوفاق» التي تعتبر صحيفة إيران الدولية والتي تصدر عن وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء (ارنا) في هذا المعرض اطلعنا ايضا على مجلة دورية تصدر باللغة العربية تحت عنوان «الوحدة« هذا الى جانب الكثير من الصحف الالكترونية الناطقة باللغات الثلاث، الفارسية والعربية والانقليزية الى جانب وكالات أنباء وصحف الكترونية ناطقة بلغات أخرى مثل الفرنسية والاسبانية.
متحف
وكان المعرض مناسبة تمت خلالها ازاحة الستار عن عشرة تماثيل لأبرز الصحفيين في تاريخ ايران منذ العهد القاجاري إلى غاية اليوم، على غرار ميراز صالح شيرازي الذي يعتبر أول رئيس تحرير لأول صحيفة تصدر في ايران سنة 1837 تحت عنوان «ورقات الأخبار» وهي ترجمة للكلمة الانقليزية «News paper». أيضا ميراز تقي خان أمير كبير الذي أصدر أول صحيفة يومية تحت عنوان «وقائع اتفاقية»، وأيضا محمد حسن خان صنيع الدولة الذي أصدر الصحيفة اليومية «الطلائع»... كما شهد المعرض تدشين متحف وسائل الاعلام المقروءة في ايران والذي تضمن نسخا من أولى الصحف التي صدرت في ايران، كذلك تجهيزات الطبع القديمة ووسائل توزيعها وصور رواد الصحافة الايرانية وموسوعة وسائل الايرانية.
قسم دولي
أما القسم الدولي الذي ضم أجنحة الدول الاجنبية المشاركة فقد كان محتواه ضعيفا مقارنة بالاجنحة الايرانية، وأفضلها اقتصر على عرض بعض العناوين من الصحف الصادرة في تلك البلدان وكان الجناح السوري اكثر ثراء من البقية وهذا له مبرراته باعتبار ما تشهده سوريا من أحداث، وقد حاول الوفد السوري من خلال هذا الجناح تقديم حقيقة مجريات الاحداث في سوريا من خلال المنشورات والأفلام الوثائقية عن سوريا.
بعض الأجنحة العربية كانت خالية ومنها الجناح القطري وجناح الإمارات العربية المتحدة، فقد وجهت الدعوة الى قطر والإمارات للمشاركة لكنهما تغيبا والمرجح ان أحداث سوريا تقف وراء هذا الغياب حتى لا نقول المقاطعة.
المعرض الدولي للصحافة ووكالات الانباء بإيران حقق أهدافه وذلك من خلال استقطابه لآلاف الزوار يوميا، اضافة الى التغطية الاعلامية لأنشطته التي تراوحت بين العرض والندوات الفكرية والأهم من هذا كله هو تأسيس اتحاد الصحافة ووكالات الأنباء في العالم الاسلامي.