تحتضن العاصمة الايرانية هذه الايام الاسبوع الثقافي التونسي الذي انطلق بداية الاسبوع الجاري ويتواصل الى غاية يوم الاثنين المقبل. وقد اشرف على افتتاح هذه التظاهرة الدكتور مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي والدكتور محمد حسيني وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الايراني. وقد انطلق حفل الافتتاح بعرض للإنشاد الديني من تقديم فرقة المنشد التونسي أحمد جلمام التي قدمت عرضا تفاعل معه الجمهور الحاضر بحماس كبير ثم تتالت الكلمات الرسمية لوزيرة الثقافة الايراني والتونسي.
فصل جديد
وقال وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الدكتور محمد حسيني في مستهل كلمته: «ان إقامة الاسبوع الثقافي التونسي في إيران يعد فصلا جديدا في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.. مؤكدا في ذات الوقت على أنه رغم وجود اختلافات في الرؤى السياسية فإن الثقافة تستطيع ان تقرب بين بلدينا إيرانوتونس». وأشار الوزير الايراني في كلمته الى وجود مجالات كثيرة للتعاون بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية التونسية وخاصة بعد انتصار الثورة الشعبية السلمية في هذا البلد.
وبناء على هذه المشتركات الثقافية قال وزير الثقافة الايراني والتي لعبت دورا مهما في تعزيز العلاقات بين البلدين، أقام الجانبان التونسي والايراني العديد من البرامج الثقافية المشتركة ومنها المسابقات الدولية للقرآن الكريم في تونس والتي شارك فيها قارئ من إيران فاز بالجائزة الأولى بالاضافة الى المشاركات الايرانية في أيام قرطاج السينمائية وأيام قرطاج المسرحية ومعرض تونس الدولي للكتاب.
وفي ختام كلمته أعرب الوزير الايراني عن أمله في توسيع مجال التعامل بين تونسوإيران ليشمل كافة المجالات وخاصة منها السياحة.
أخوة ووفاء
تم تناول الكلمة الدكتور مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي ليشكر الجانب الايراني على تعاونه في إقامة الاسبوع الثقافي التونسي في إيران. وقال الوزير في فاتحة كلمته «جئتكم من تونس الثورة السلمية المدنية التي كانت مفتاحا لثورات القرن الواحد والعشرين» مضيفا: «إن تونس تحتضن الحضارة العريقة بجميع مكوّناتها الافريقية والامازيغية (البربرية) والعربية والأندلسية والعثمانية والغربية، كما أنها بلد الاصلاح والتمدن الحديث».
وقال الوزير: «إن تونس تقود الان معركة الانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية إنها معركة حقيقية فيها قدر من الفوضى كما فيها قدر كبير من التسامح وقبول الرأي الآخر».
من جانب آخر أكد وزير الثقافة التونسي على أن إيران بلد عريق أضافت الكثير الى الحضارة الانسانية والعربية، معددا في معرض حديثه الكثير من الشخصيات والرموز الأدبية كابن الرومي والاصفهاني وغيرهما الذين انتقلوا من عبق الحضارة والأدب الايراني.
وقال الدكتور مهدي مبروك: «إن الهدف من إقامة الاسبوع الثقافي التونسي وزيارته الى إيران هو التقدم للأخوة الايرانيين بعربون وفاء ورغبة في تعميق العلاقات وتدعيم أواصر الاخوة من أجل ان يكون لنا مستقبل نضيف ونساهم من خلاله في اثراء الحضارة الانسانية».
يتضمن الاسبوع الثقافي التونسي في إيران ثلاثة معارض هي معرض للفنون التشكيلية ومعرض للكتب التونسية ومعرض صور فوتوغرافية توثق للثورة التونسية، كما يشتمل الاسبوع على أمسية شعرية وعرض للإنشاد الديني للمنشد أحمد جلمام وندوة فكرية حول التأثير الثقافي الايراني في تونس.