نزلت خلال يومي الاربعاء والخميس كميات هامة من الامطار على الوطن القبلي كان أهمها في الجهات الشمالية مما استوجب استنفار الجهات المختصة لتفادي الكارثة. فقد بلغ أقصى الكميات المسجلة 312 مم بجهة وادي العبيد من معتمدية تاكلسة فامتلأ سدها وهو ما جعل المسؤولين يعمدون إلى تفريغ 3 ملايين م3 من مياهه في البحر بعد ان اصبح امتلاؤه يهدد بالانفجار ويتهدد المناطق المجاورة بسيول جارفة. كما نزلت امطار هامة ببني خلاد بلغت 112 مم، وتراوحت بقية الكميات بين 60 و90 مم وكانت اهمها بغابات القوارص في منزل بوزلفى سليمان بوعرقوبتاكلسةوبني خلاد، في حين كانت التساقطات متوسطة في بني خيار ودار شعبان ونابل حيث لم تتجاوز 15 مم. وقد رافق نزول الغيث تساقط البرد بكميات محدودة ولمدة 75 ثانية بجهتي بوعرقوب ومنزل بوزلفى كما كان الهطل مصحوبا بزوابع رعدية قوية، وضربت الصواعق في بعض المناطق لكنها لم تخلف اضرارا بشرية كما انقطع التيار الكهربائي لفترات وخاصة في الليل وصباح الخميس ببني خلاد.
هذه الامطار القوية استوجبت استنفارا لدى السلط الجهوية والمحلية وقد استدعى والي نابل محمود جاء بالله المسؤولين الامنيين والاداريين وفعّل لجان الكوارث في كل الجهات فسهرت كامل الليل وتابعت الاوضاع عن كثب ولم تسجل اضرارا كبيرة باستثناء تسرب المياه الى بعض المنازل بالحمامات وسيدي التومي من معتمدية بني خلاد وحي سلتان بقرنبالية ومناطق زنقو والزبوزة وتاكلسة. واعطى الوالي تعليماته للشؤون الاجتماعية قصد تمكين المتضررين من الحشايا والافرشة والاغطية وفتح مدرستي بوشريك وتاكلسة الفلاحيتين لاحتضان المنكوبين والمتضررين. وتبقى الامطار الهامة التي غمرت الشوارع والطرقات وملات كل السدود الموجودة بالمنطقة انعكاسات وتأثيرات هامة على الفلاحة وخاصة الاشجار المثمرة واهمها القوارص والبرتقال كما ستعد للشروع في عملية بذر الزراعات الكبرى والبطاطا والفراولو.