بصراحة بصراحة، مسكينة الفلاحة، ومشكور وزيرها فهو كلما برزت «ذبّانة ادّرع الخواطر» إلا وطيّب خواطرنا بطيبة خاطره فها هو بعد صيحة الفزع الصارخة التي أطلقها فلاحو القوارص تذمروا من ذبابة القوارص التي «كرهتهم في حياتهم» يطمئننا بأن «العام صابة رغم الذبابة» في غياب المداواة في الإبان. وقد يكون هو أصدق من تلك العجوز التي قيل عنها «هاززها واد وتقول العام صابة» ربما يوم تغلّبت ذات سنة وزارة الفلاحة على «سالوتا أبسلوتا» ذبابة الطماطم وكان فعلا «العام صابة رغم الذبابة» أيام كانت «الذبانة ما تقتلش ولكن ادّرع الخواطر».
وما دامت في المسألة لا «إن» ولا «واو» وإنما مجرّد «ذبانة» قاتلة هذه المرة أقول «وزير الصحة يعطيه الصحة» طيب هو الآخر خواطرنا «المدرعة» بالذباب وطمأننا على أن الذبابة الناقلة لحمى غرب النيل أوغندا تحديدا هي أقل خطرا وقتلا للبشر من التدخين دون تحديد للتدخين تبغا كان أم «زطلة» أم كلاهما حتى كدت أصرخ بعد هذا الدفاع عنها مسكينة هذه الذبابة ولكن هذا الدفاع عن هذه الذبانة والتخفيف من خطر وجودها عند السيد الوزير لا يخفف الحكم على وزارة الداخلية التي وجدت نفسها وبمفردها مسؤولة عن كل «الذبان» في البلاد ولا سيادة لها عليه رغم أنها من أهم وزارات السيادة. ولم يبق لها أمام هذا العجز التام إلا أن تفعّل البوليس السياسي الذي قيل عنه إنه كان صيادا ماهرا في الماء العكر. وبالتالي فهو المؤهل حرفيا بمعرفة المستنقعات وأين يعيش «الذبان» وفي أي البؤر يبيض ومتى يفرّخ وأي الرياح تأخذه إلى أية وجهة؟
أعرف أن أحب الفصول إلى الذباب هو الخريف فعن أي ربيع عربي أو لاتيني أو افرنجي أو انغلو سكسوني يتحدثون. فهل أخطأ «الذبان» في الفصل الذي يحبه أم نحن في الخريف ولا ندري أو ندري. أكيد في حكومتنا المؤقتة وزراء يسعون حقا للقطع مع الذباب بالتنظيف.. وفيهم من لا قول له سوى ما مفاده «اش يا ذبانة ما ثمّ في الدنيا كان آنا» وفيهم أيضا والعهدة على الترويكا نفسها من لا شغل له سوى أنه «ينش في الذبان» آخر التصريحات التي تعطي لكل ذبابة وزنها تقول إن مقابلة الفن النبيل على حلبة التحوير الوزاري المرتقب لن تكون مطلقا في الوزن الثقيل وإنما في وزن الذبابة لا يهم إن كانت ذبابة حمى غرب النيل أو الطماطم أو القوارص المهم أن يكون «العام صابة رغم الذبابة».