اعتصم عدد من فلاحي تاكلسة وقطعوا الطريق الرابطة بين سليمان والهوارية على خلفية الأمطار الغزيرة التي عرفتها الجهة خلال الأسبوع الفارط والتي تسببت في فيضانات غمرت فيها السيول منازل بعض العائلات وأغرقت أراضيها وأتلفت محاصيلها. «الشروق» تنقلت إلى منطقتي البريج ودوالة من معتمدية تاكلسة التي تاتي في صدارة المناطق المنتجة للخضروات بالوطن القبلي، وقد تجولنا داخل الحقول حيث لاحظنا فداحة الخسائر وتردي أوضاع الفلاحين المنكوبين مما يتطلب التدخل العاجل والفعال دون الاكتفاء بالتعويض لهم عن نسبة من خسائرهم. محمد الطرابلسي فلاح من «دوالة» تضرر جراء تحطم 6 بيوت مكيفة في مزرعته وقد أتلفت السيول مشاتل الطماطم. هذه الوضعية أثرت بالسلب على ميزانيته خاصة وأن ثمن «مشتلة» الطماطم للبيت الواحد دون اعتبار التسميد والحرث تقدر بحوالي 440 دينارا.هذه الخسائر ستؤخر الصابة بالنسبة للمستهلك وتدهور وضع محمد الاجتماعي بما أن ما سيجنيه لن يغطي الخسائر والتكلفة، بل انه بات مهددا بالتتبعات القضائية بما أنه اقتنى تلك المشاتل وما تبعها من ادوية بواسطة كمبيالات. الوضع في «البريج» كان اكثر كارثية اذ تضررت مزارع البطاطا وبما ان تكلفة زراعة الطن الواحد من البذور تقدر بحوالي 1500 دينار فالخسائر كانت كبيرة.
كما خسر عبد الرؤوف بن غزالة فلاح 14 بيتا مكيفا غمرتها المياه مما تسبب في تدمير مشاتل الطماطم وغرق قطعة أرض أخرى كان زرع فيها 5 أطنان من البطاطة، كما شملت الأضرار مزرعة اللوبيا التي كان يخطط لصرف عائداتها على بقية الصابة. وهكذا تكون خسائره بنسبة مائة بالمائة مما تسبب في إفلاسه الكامل.وأكد لنا عبد الرؤوف أنه اقتني البذور والمستلزمات الفلاحية بصكوك مؤجلة الدفع بضمان الصابة وأن هذا الوضع يهدده بالسجن لأنه أصبح عاجزا عن الوفاء بالتزاماته. وقد طالب السلط المحلية والجهوية ووزارة الفلاحة بالتحرك وإيجاد آلية تضمن ديمومة الإنتاج وتنقذ صغار الفلاحين وتحول دون إفلاسهم. كما تجدر الاشارة الى ان الاضرار الحاصلة في تاكلسة ستكون لها انعكاسات وخيمة على الاقتصاد التونسي واقتصاد ولاية نابل اذ تعد هذه المعتمدية من اهم المناطق المنتجة للباكورات وخاصة الطماطم المزروعة في البيوت المكيفة لذلك فان الفلاحين بالجهة يطالبون السلط بضرورة التدخل حتى يتم تدارك الوضع واعادة زراعة البيوت التي تضررت كي لا نزيد في ارهاق المواطن بندرة الانتاج.