مثلت واحة القطار لعقود عديدة مطمورة الجهة والجهات المجاورة اذ كانت تقصدها أفواج من الزائرين من مناطق زانوش وبلخير والسند والمظيلة ... كان ذلك منذ عشرينات القرن الماضي للتزود ب«العولة» وخاصة التمور حيث تنتصب الخيام وتنشط الحياة الاقتصادية. ويتعارف الجميع ويحصل التقارب والمصاهرة في أحيان كثيرة إلا أن الواحة أضحت اليوم على صورة بعيدة كل البعد عما كانت عليه بعد ان هجرها الفلاح الذي يئس من الحصول على المياه الضرورية لري فلاحته وتركها للخنازير الذي استأنست المكان في غياب الفلاح. بدأت مشاكل واحة القطار الأساسية انطلاقا من فقدان مياه الري رغم أن الجهة هي من أغنى المناطق بالمياه .
وأزمة مياه الري متواصلة منذ أكثر من عقدين كاملين وقد مثلت السبب في ظاهرة العزوف عن تعاطي النشاط الفلاحي إذ كيف للفلاح أن ينتظر عاما كاملا للحصول على نصيبه من مياه الري؟ وعن اي فلاحة نتحدث في غياب هذه المياه ؟
السيد محمد المنصف بن عبد الله (فلاح) صرح ل«الشروق»، أن أزمة مياه الري هي السبب المباشر في تردي وضعية واحة القطار على الصورة التي عليها اليوم الأمر الذي أدى الى نقص فادح في اليد العاملة الفلاحية التي هجرت الواحة بعد أن هجرتها المياه دون التغاضي عن مشكل تشتت الملكية التي قضت على ما تبقى من أوجه النشاط الفلاحي بالواحة وقد سانده في ذلك السيد عبد الله بالطيب فلاح فيما سبق التطرق إليه وأضاف أن تعثر مشروع تهيئة الواحة الذي برمج منذ 2007 زاد في تأزم الصورة .
«الشروق» اتصلت بالسيد بلقاسم بن عثمان المسؤول بإدارة الفلاحة الذي صرح أنه لإيجاد الحل النهائي لأزمة مياه الري بواحة القطار وبباقي المناطق الفلاحية تم الإعلان عن جملة من المناقصات لحفر عدد من أبار الري منها ما هو في طور الإنجاز ومنها ما ينتظر إنجازه مع موفى 2012 ويتعلق الأمر بحفر أربعة أبار جديدة الأول وقع تمويله من طرف المجمع الكيميائي بقفصة بقيمة 100 ا. د بمنطقة العقلة 2 (منطقة القلعة) والثاني بئر تعويضية لبئر لرطس 1 والثالثة بئر تعويضية بواد لبيض أما البئر الرابعة المبرمجة فموقعها عين الجديدة (أولاد سليم) بالقرب من المعهد الثانوي القطار1.
المسؤول الفلاحي أضاف أنه بإنجاز هذه الآبار سيصبح بالجهة 7 أبار وستصبح كمية المياه المتدفقة حوالي 300 ل / ثانية مخصصة لري المنطقة السقوية العمومية المقدرة مساحتها ب 530 هكتارا منها 450 ه للواحة . وبهذا العدد من الآبار سيقع بصورة نهائية القضاء على ازمة مياه الري بالجهة. وتمثل طريقة التسيير «بالمجمع الفلاحي التألق» مسألة تشغل جميع الفلاحين الذين طالبوا بتعصير طريقة العمل بهذا المجمع ولم لا إعادته لديوان الأراضي السقوية وأثبتت هذه الطريقة جدواها في القطع مع ظاهرة العمل الفوضوي بهذا المجمع كما طالب الفلاحون بتدخل مصالح وزارة الفلاحة في ذلك لحل هذا الإشكال مع ضرورة التخفيض في معلوم ساعة الري المقدرة بأربعة دنانير إذ ان هذا المعلوم مرتفع مقارنة بالمناطق المجاورة.
وبناء على ما تقدم بات ضروريا تدخل الدولة لتشجيع الفلاح وتسهيل حصوله على القروض اللازمة وتحفيزه على التعلق بخدمة الارض التي كانت خيرا على الجهة والجهات المجاورة لعشرات السنين.