تواصل أمس «كرنفال» الاعتصامات والمسيرات في القاهرة التي غصت شوارعها بالمتظاهرين المعارضين للرئيس مرسي بينما عادت الدبابات والمدرعات الثقيلة الى ميادين العاصمة المصرية في مشهد يوحي بأن أزمة مصر تتجه الى المزيد من التصعيد والتعقيد. انتشر عدد من الدبابات والمدرعات التابعة للقوات المسلحة المصرية على طول كورنيش النيل بداية بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي وحتى أبراج «النايل سيتي» ببولاق وفق ما أكدته مصادر مصرية متطابقة.
وأصدر الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري تعليماته لكافة القوات بعدم التعرض بأي حال من الأحوال للمواطنين والمساهمة في حماية المنشآت العامة ذات الأهمية.
ويأتي هذا «التدخل الجديد للجيش» ضمن تدابير وقائية تقوم بها القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة المدنية في حفظ الأمن والنظام بالشارع المصري في ظل فاعليات مليونية «للثورة شعب يحميها» التي نظمها أمس عدد كبير من الأحزاب والقوى السياسية.
وقد وصل عدد الخيام التي نصبتها القوى الوطنية المختلفة المعتصمة في ميدان التحرير إلى نحو 150 خيمة توزعت ما بين وسط الميدان وأمام مجمع التحرير وكذلك بجوار جامع عمر مكرم بالقرب من المقر القديم لوزارة الخارجية.
وقام بنصب هذه الخيام أحزاب وحركات هي: التيار الشعبي المصري وحزب الدستور وحزب المصريين الاحرار وحزب التجمع والاتحاد المصري للنقابات والجمعية الوطنية للتغيير والمجلس الوطني والحزب الناصري الموحد وحزب الوفد وحزب الكرامة وغيرها من الأحزاب والحركات السياسية.وانضمت أمس الى المشاركين في الاعتصام مسيرات نظمها المحامون والصحفيون وحزب الوفد الى جانب خمس مسيرات أخرى بقيادة رموز القوى المعارضة مثل البرادعي وصباحي وعمرو موسى وغيرهم.
وأكدت مصادر ميدانية بأن عدد المتظاهزين تجاوز المليوني متظاهر في ميدان التحرير في مشهد أعاد إلى الأذهان مشهد الميدان زمن ثورة 25 جانفي التي أدت إلى إسقاط الرئيس السابق محمد مرسي.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الإسلامية أعلنتا تأجيل المليونية الخاصة بهما والتي تستهدف تأييد قرارات الرئيس لأجل غير مسمى.وتزايدت الاشتباكات بين قوات الأمن وبين بعض المتظاهرين بالقرب من السفارة الأمريكية وشارع عمر مكرم وشارع محمد محمود حيث تشهد المنطقة عمليات كر وفر وإطلاق مكثف للغاز المسيل للدموع من جانب قوات الامن فيما يرد عليهم المتظاهرون بإلقاء الحجارة وزجاجات المولتوف.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للرئيس مرسي من بينها «هو يمشي مش هنمشي»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، «ارحل.. ارحل» و«المرة دي بجد مش هنسيبها لحد»، و«اصحى يا مرسي من النوم.. النهاردة آخر يوم»، مرسي باطل.. المرشد باطل الإعلان باطل .. خيرت الشاطر باطل» و« يا مبارك نام واتهنا.. آنت معاك أولاد البنا».
أصداء من الميدان
18 حزبا شاركت في مليونية «للثورة شعب يحميها» المرابطة في ميدان التحرير. نقابة الصحفيين نظمت مسيرة حاشدة إلى ميدان التحرير. نقابة الفنانين نظمت بدورها مسيرة إلى ميدان التحرير مساندة لمليونية المعارضة. اتحاد كتاب مصر يدعو إلى حل الجمعية التأسيسية. مصدر من وزارة الداخلية أكد أن الأمن لن يستخدم الرصاص الحي أو الخرطوش ضد المتظاهرين. البرادعي قاد مسيرة احتجاجية التحمت مع المعتصمين في ميدان التحرير. حمدين الصباحي ألقى كلمة حماسية في جماهير الميدان بحضور قيادات كبيرة مثل عمرو موسى. عشرات الجرحى بين موالين ومعارضين للرئيس مرسي في منطقة الغربية حيث تعطلت حركة القطارات في كل الاتجاهات. المئات من القضاة يدخلون في اعتصام مفتوح احتجاجا على الإعلان الدستوري.