ودّع جمهور السينما يوم الأحد الماضي أجواء وسهرات أيام قرطاج السينمائية التي أعادت لتونس وشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة بشكل خاص الأمل والحياة. أسبوع كامل نسي خلاله جمهور السينما والمارة بشارع الحبيب بورقيبة مظاهر الحزن والفوضى والبؤس والقرف التي برزت عقب 14 جانفي 2011 طاردة مرتادي هذا الشارع الذين فضلوا الاعتكاف في أحيائهم على الاصطدام بالمنحرفين سلوكا وفكرا وعقيدة.
ولأول مرة يشعر المارة بشارع بورقيبة منذ انطلاق المهرجان ببصيص من الأمل وقليل من البهجة التي كانت واضحة على الوجوه وهي تحدّق في صور وبوستارات نجوم السينما المعلقة على جذوع الشجر.
كما وجد الأطفال بهجتهم في الشاشة العملاقة التي تم تركيزها في الشارع قبالة قاعة سينما الكوليزي والتي كانت تبث بشكل مسترسل مشاهد من أفلام شارلي شابلن أو «شارلو».
أسبوع استعاد فيه الشارع التونسي الأمل والحياة، ألم يقل جان لوك قودار المخرج الفرنسي المعروف: من يحب الحياة يذهب الى السينما. لقد طردت السينما من شارع بورقيبة كل أعداء الحياة والفكر وبان بالكاشف ان هؤلاء لا يمكن التصدي اليهم ومحاربتهم الا بالفكر والثقافة والفن ودليل ذلك انهم هربوا واختفوا حال انطلاق أيام قرطاج السينمائية.
شكرا قرطاج وشكرا لكل من ساهم او ساعد في تنظيم هذا المهرجان الذي أعاد ولو لجزء صغير من التونسيين الأمل والحياة وتلك هي شهادة النجاح.