إحياء للذكرى الستين لاغتيال الشهيد فرحات حشاد، نظم الاتحاد الجهوي الشغل بصفاقس يوم أمس الأحد اجتماعا جماهيريا أمام مقر الاتحاد انتهى بمسيرة شعبية سلمية توقفت أمام الولاية ونادت برحيل الوالي بعد أن رفعت شعارات مناهضة للحكومة مساندة لأهالي سليانة. وقد اجتمع صباح يوم أمس عدد كبير من النقابيين والعمال وممثلي بعض الأحزاب والجمعيات والمنظمات رافعين شعارات تحي ذكرى الراحل الشهيد فرحات حشاد وتندد بالاعتداءات على أهالي سليانة وبتنصيب النيابة الخصوصية لبلديات صفاقس.
وأمام عدد غفير من المحتشدين، ألقى محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل كلمة ابرز فيها الدور الذي لعبته المنظمة الشغيلة عبر كل مراحل تاريخها في مساندة قضايا الشعب والدفاع عن حقوقه، مستعرضا المسيرة النضالية للزعيم الراحل فرحات حشاد ابان حركة التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار الفرنسي الذي لم يجد من حل أمام دور حشاد ورفقائه في دفع المقاومة المسلحة الا سياسة الاغتيالات التي كان الراحل أحد شهدائها . وتوقف محمد شعبان عند الخلافات القائمة بين الاتحاد الجهوي للشغل ووالي صفاقس فيما يتعلق بعديد القضايا المتصلة بالتنمية الجهوية وأوضاع الولاية المختلفة ومن أبرزها قضية تنصيب النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس الكبرى .
وقال شعبان ان الاتحاد العام التونسي للشغل برهن على قوته في مختلف الحقبات التاريخية وازاء شتى المحن التي تعرض لها في مراحل متعاقبة من تاريخه عبر مسيرته النضالية الطويلة من الاستعمار وفترة الحكم البورقيبي الى عهد بن علي وصولا الى فترة ما بعد الثورة مشيرا الى أن الحكومة الحالية تسعى جاهدة الى تشويه صورة المنظمة ومهاجمتها لكن دون جدوى مضيفا ان استحقاقات الثورة مازالت لم تتحقق، ويجب السعي لتحقيقها .
وفي أجواء حماسية، ومع الشعارات المساندة لأهالي سليانة، ردّد المحتجون عديد الشعارات الممجدة للاتحاد الجهوي للشغل والمناهضة لحكومة الترويكا وخاصة حركة النهضة منها «بالروح بالدم نفديك يا اتحاد» أو«استقالة استقالة يا حكومة العمالة» و«عاش عاش الاتحاد اكبر قوة في البلاد» و«يا حكومة عار عار الأسعار شعلت نار» وغيرها من الشعارات التي تناولت مواضيع مختلفة .
وانطلقت المسيرة من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل وتوقفت بساحة المقاومة بباب القصبة لتتحول بعدها الى شارع 14 جانفي وتحديدا أمام مقر الولاية التي كانت ابوابها مغلقة وقد نادى المتظاهرون برحيل الوالي رافعين شعار «ديڤاج» المعروف .
ومع بيان «الوطنيون الديمقراطيون» الذي تم تداوله بين المحتشدين والمساند لأهالي سليانة والداعي الى توحيد القوى، اصدرت يوم أمس التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية بصفاقس بيانا بمناسبة الذكرى الستين لاغتيال الزعيم فرحات حشاد بينت فيه المعاني النضالية لهذه الذكرى متوقفة عند «محاولات الحكومة لالتفاف على الثورة الشعبية مع الدعوة الى استنهاض الهمم من جديد لاستكمال أهداف هذه الثورة»، حسب تعبير البيان .