تعيش الأسر التونسية هذه الأيام على وقع الامتحانات مع انطلاق الأسبوع المغلق للإعدادي والثانوي والاختبارات التقييمية في الأساسي...وقد تحولت جل الأمهات إلى معلمات حريصات على انجاح الثلاثي الأول. «الشروق» اتصلت بالباحث في علوم التربية السيد حسيب ناصري وبمختص في التغذية لمد الأسر المعنية بالامتحانات خلال هذه الفترة بعدد من النصائح التي يحتاجها أبناؤهم خلال فترة الامتحانات.
ظاهرة صحية
في البداية يذكر السيد ناصري الباحث في علوم التربية أن حرص الأولياء على دراسة أبنائهم يعد جانبا صحيا في مجتمعنا رغم مبالغة البعض منهم أحيانا في مطالبة الأبناء بالنتائج الأولى أو التميز.
ونصح الأولياء بالاهتمام بالجانب الصحي للطفل والجانب النفسي لتحقيق النتائج المطلوبة.
ويتمثل الجانب الصحي في الحرص على تمكين التلميذ طيلة السنة وفي الامتحانات من غذاء متوازن وفترة نوم كافية وعدم إرهاق التلميذ أكثر من اللازم إلى جانب الحرص على المراوحة بين المراجعة واللعب فحرمانه من اللعب قد يؤدي إلى نتائج عكسية مع مراعاة أن لا يتغلب اللعب على المراجعة.
أما النصيحة الموالية التي يقدمها المختص للأولياء فتتمثل في تجنب الضغط على الأطفال وذلك بتذكيرهم المتواصل أنهم مطالبون بنتائج ممتازة أو أن عليهم أن يكونوا من الأوائل وهذه الوضعية يعيشها بالخصوص تلاميذ المعاهد النموذجية فهذا الضغط يؤدي إلى نتائج عكسية لدى التلميذ.
أما أفضل ما يمكن أن يتسلح به التلميذ فهو المراجعة طيلة السنة وعدم الاكتفاء بذلك خلال فترة الامتحانات وينصح بأن تكون المراجعة في إطار فريق متكون من تلميذين فأكثر لأن الدراسات أثبتت أن هذه الطريقة تعطي نتائج أفضل من المراجعة الفردية. وفي الأخير دعا المختص الأولياء إلى عدم الاكثار من دروس التدارك لأنها كثيرا ما تتجاوز طاقة تحمل التلميذ.
تقوية الذاكرة
أكثر ما يشتكي منه الأولياء انعدام تركيز أبنائهم ونقص تذكر ما راجعوه وحول هذه المسألة ذكرت مختصة في التغذية أن الأسماك خاصة الزرقاء غنية ب «الأوميقا» وتحسين الذاكرة كذلك الجوز والموز والجلجلان كلها أكلات لها فاعلية فورية في تنشيط الذاكرة كما يستحسن تناول مشروبات مهدئة قبل النوم ككأس حليب دافئ أو «التيزانة».
ولمزيد التشجيع على التركيز خلال الامتحانات ينصح بتقسيم الوجبات إلى فترات متعددة في اليوم من 4 إلى 6 وجبات حتى لا يشعر التلميذ بالخمول خاصة إذا كانت الوجبات تحتوي على الدهون ومعلوم أن فطور الصباح له أهمية بالغة فيمكن تناول العسل أو الأكلات التقليدية كالدرع أو العصيدة. ومن الضروري التركيز على الخضروات خاصة الورقية والفواكه الطازجة لأنها توفر للتلميذ المناعة والقدرة الذهنية وتعديل حالته المزاجية.
ويبقى دور الحبوب والقمح أو الأرز والبطاطا مهما لإعطاء جسد التلميذ الطاقة اللازمة إلى جانب تناول البرتقال والقوارص التي تحتوي على فيتامين «ج» المنشط والمقوي للمناعة والمضاد للأكسدة.