تعيش ولاية المنستير وضعا صعبا على مستوى النظافة وحماية البيئة ويمثل التلوث أحد أهم ما يشغل المواطنين في هذه الولاية السياحية خاصة وقد تعددت مصادره ومست بالخصوص خليج المنستير الذي يمتد من شاطئ القراعية إلى شاطئ البقالطة. هذا إضافة إلى ما يمثله مصب الفضلات بمنزل حرب من خطر على صحة الأهالي. متابعة لأوضاع المدن من ناحية النظافة تكون فريق بولاية المنستير يضم ممثلين عن السلطة الجهوية وآخرين عن المصالح المعنية من إدارة التجهيز والمندوبية الفلاحية والصحة العمومية سيقوم بزيارة مختلف البلديات لمعاينة الأوضاع البيئية وتحديد النقاط السوداء ودعوة المسؤولين المحليين إلى رفع الإخلالات المسجلة وتلافي النقائص في ظرف أسبوعين من تاريخ الزيارة.
أولى زيارات هذا الفريق كانت إلى مدينة قصر هلال وتحديدا إلى السوق البلدي و لاحظ الفريق أن الوضعية البيئية هناك طيبة إجمالا لكنهم دعوا في نفس الوقت إلى مزيد التعهد بنظافة سوق السمك من خلال توفير حاويات لوضع الفضلات وتركيز عامل قار يعنى بالنظافة.
وانتقل فريق المراقبة إلى حي بيت مكة وعاين ركود مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي الناجمة عن فيضان قنوات تصريف المياه والتي أقلقت راحة المواطنين وزادت مخاوفهم من تنامي وتكاثر الحشرات واليرقات الناقلة لفيروس حمى غرب النيل.
وتبعا لذلك أوصى الفريق المسؤولين البلديين بضرورة الإسراع بردم أماكن ركود المياه المتعفنة مع رش الأدوية لقتل الحشرات وتنظيف البالوعات لتسهيل سيلان المياه. وتوجه فريق المراقبة بعد ذلك إلى طريق جمال أين تمت معاينة التسرب المتكرر للمياه المستعملة المتأتية من شبكات التطهير والتي يحمل بعضها إفرازات سامة لبعض المؤسسات الصناعية تسببت في حرق وإتلاف العديد من أصول الزيتون. وشملت الزيارة والمعاينة أيضا مقاطع الحجارة المهجورة بمنطقة العرامي المحاذية للطريق الحزامية الرابطة بين مدينتي قصر هلال والمكنين والتي سبق أن استعملتها بلدية المكان كمصب لفضلات البناء وسجل أعضاء الفريق وجود مصبين عشوائيين واحد للمرجين وللفضلات المنزلية وآخر للفضلات الصناعية والمواد البلاستيكية وطالبوا المسؤولين بإزالتهما في الآجال المحددة. وأثناء الزيارة لاحظ فريق المراقبة وجود بعض المصبات العشوائية لأنقاض البناء والفضلات المنزلية داخل الأحياء السكنية وكانت له محادثات جانبية مع السكان الذين عبروا عن تذمرهم من وجدود بيت مهجور ومقطع غير مسيج بجانب المدرسة الابتدائية بوادي قاسم يمثلان خطرا على سلامة المارة وخاصة التلاميذ ودعوا المسؤولين في بلدية قصر هلال إلى الاتصال بأصحابها وحثهم على تعهدهما بالصيانة والتسييج.
ومن جهتها أوضحت رئيس مصلحة النظافة والمحيط بالبلدية سهام الزياتي أن هذه البلدية تشكو نقصا كبيرا في الحاويات والجرارات وبعض المعدات الأخرى لرفع الفضلات المنزلية التي تتعهد البلدية برفعها في بعض الأحياء وتتعهد شركتان خاصتان برفعها في أحياء أخرى وذلك عن طريق لزمة.
وعن التصدي لظاهرة انتشار الناموس ومقاومة الحشرات وتوقيا من فيروس حمى غرب النيل أفادت رئيس مصلحة النظافة والمحيط بأن البلدية استعملت إلى حد الآن 50 لترا من المبيدات الفتاكة في عمليات مداواة بلغت ثلاث مرات في الأسبوع خاصة عند ظهور الحشرات أو بعد نزول الأمطار.
ويُذكر أنّ الفريق الجهوي لمراقبة النظافة بمختلف مدن الولاية شرع في زياراته الميدانية منذ نهاية شهر نوفمبر وسيواصل عمله بمعدل زيارتين في الأسبوع وذلك إلى غاية منتصف شهر جانفي من السنة المقبلة والأكيد أن المواطنين يتمنون أن تجد هذه الزيارات صدى لدى المسؤولين المحليين فيسارعون بإصلاح الإخلالات البيئية المسجلة بسرعة وفي الآجال المحددة حتى لا تبقى هذه الزيارات شكلية.