شمل الاضراب العام في مدينة تالة امس الادارات العمومية والمؤسسات التعليمية بكافة انواعها اضافة الى بعض المؤسسات الخاصة كمعمل الجير مع استثناءات خاصة شملت القسم الاستعجالي للمستشفى ومؤسسات البريد . هذا وتزامن الاضراب العام مع يوم السوق الاسبوعي للمدينة الذي شهد حركة عادية جدا باعتبار ان الاضراب كما صرح ل «الشروق» السيد جمال بولعابي عضو الاتحاد المحلي للشغل لا يشمل الحرفيين والتجار وقطاع المخابز بل يهم فقط القطاعات المنخرطة في الاتحاد . ويضيف ان الاتحاد حرص على ضمان تواصل العمل في المؤسسات الحساسة كالسماح مثلا لفريق فني لمتابعة العمل في معمل الجير . هذا ولاحظت «الشروق» ان الحركة التجارية ظلت عادية في المدينة وان كل المحلات الخاصة ظلت مفتوحة باعتبار و انها كما صرح بعض المسؤولين في الاتحاد قطاعات غير معنية بالاضراب . كما نظم الاتحاد المحلي مسيرة جابت الشارع الرئيسي للمدينة ضمت الى جانب اعضاء الاتحاد والنقابات بعض نشطاء المجتمع المدني .وقد رفع المتظاهرون بعض الشعارات التي تستنكر الاعتداءات على مقرات الاتحاد اضافة الى شعارات اخرى تعبر عن تمسك النقابيين بخط الشهيد فرحات حشاد .
وعن ردود الفعل ازاء الاضراب رصدت «الشروق» جملة من المواقف المتضاربة والمتناقضة . فالسيد لسعد الزيدي معلم- يعتبر ان نسبة نجاح الاضراب مائة بالمائة نافيا وجود خلفية سياسية وحزبية تحرك الدعوة الى الاضراب ويضيف بان الاطراف التي تهاجم الاتحاد هي نفسها تلك التي كانت تحاول توظيف الاتحاد ضد السلطة القائمة . فالإضراب كما يؤكد هو استجابة لواجب الدفاع عن نضالات الاتحاد وهو يعبر عن تمسك ابناء الجهة في التنمية والتشغيل. اما السيد حمزة السائحي فيقدم وجهة نظر مخالفة اذ يؤكد على الأجندة السياسية التي تتحكم في الدعوة الى الاضراب , فمن ينادي بالإضراب هم البيروقراطية, ويضيف ان ابناء تالة لن يقبلوا بالإضراب لأنه يصب في مصلحة التجمع بدرجة اولى. وثانيا لأنه يصب في مصلحة قيادات الاتحاد التي تسعى دائما الى ابرام صفقات فهؤلاء النقابيون هم الذين امضوا على خوصصة عدة مصانع بالجهة وبيعت بمبالغ بخسة .
السيد توفيق قاسمي استاذ فلسفة يقدم قراءة اخرى مختلفة لحقيقة الصراع بين الحكومة والاتحاد : بصراحة إذا افترضنا ان النقابيين هم من اعتدوا على غيرهم فلا يمكن لومهم لان المعارضين للقيادة اختاروا وقتا للاحتجاج غير مناسب أما اذا دققنا النظر فإن التعجيل بكتابة الدستور وخاصة التسريع بالتحوير الوزاري واعداد ميزانية ترضي الجهات وتشكيل هيئات مستقلة كلها مهام عسيرة على الحكومة ولذلك لجأت الى الاحتياط الاستراتيجي الخاص لصناعة توتر وفوضى تشغل العموم عن انتظاراتهم وتم اختيار مواجهة كبيرة وطويلة المدى بالتدافع مع الاتحاد وهي تعلم مسبقا ان الاتحاد سيتخذ مباشرة قرارات بالإضراب وحينها تجد الحكومة مبررا حتى تؤجل كالعادة الاستحقاقات المنتظرة بدعوى ان المعارضة والاتحاد يعطلون عمل الحكومة وعمل المجلس التأسيسي...الاضرابات مخططات سياسية من سلطة الحكم انقاد اليها الاتحاد وفرضت عليه.