علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن وفدا سياسيا يتكون من عدد من ممثلي الاحزاب ادوا زيارة مساء امس السبت الى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بحثا عن وساطة بين الاتحاد وخصمه، حركة النهضة، في معركة اعتداءات الثلاثاء الماضي. تكون هذا الوفد من مجموع ممثلي الاحزاب التي كانت يوم الجمعة ضيفة المنصف المرزوقي في القصر الرئاسي في محاولة من رئيس الجمهورية لتوفير مناخ للتهدئة بين طرفي الخصام قبل حلول موعد الاضراب العام المزمع يوم 13 ديسمبر الجاري. هؤلاء هم ممثلون عن حزب المبادرة وحركة وفاء وحزب المسار الاجتماعي الديمقراطي والحزب الجمهوري والتحالف الديمقراطي وحركة الشعب وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين.
وقد أكدت مصادرنا أن لقاء هؤلاء دام أكثر من ساعتين بحث سبل التهدئة بين الاتحاد والنهضة لتفادي الاضراب العام المزمع تنظيمه الخميس المقبل على خلفية اعتداء متظاهرين على مسؤولين في المركزية النقابية في داخل ساحة محمد علي. حضر هذا اللقاء كل من أحمد نجيب الشابي وراشد الغنوشي ومحمد الحامدي ومحمد القوماني وعبد الرؤوف العيادي واحمد الخصخوصي وأحمد ابراهيم وسميرة الشواشي ومحمد ابراهمي وعزيز كريشان.
وتناول اللقاء الوضع العام في البلاد واضراب 13 ديسمبر وقد عبر كل طرف عن موقفه تجاه الاحداث وتجاه الاضراب العام المعلن. وتم خلاله التأكيد على التوافق حول الحوار الوطني والاتفاق حول التهدئة وضرورة بحث سبل وساطة للتهدئة.
واكدت مصادرنا أن المنصف المرزوقي أبدى تمسكا بالتهدئة وباستعداده لتكون رئاسة الجمهورية المظلة التي يجري تحت سقفها الحوار الوطني مؤكدا لضيوف قرطاج أنه لا يريد السيناريو المصري في تونس. كما دعا المنصف المرزوقي الى بذل جهود الوساطة من أجل التهدئة قبل حلول موعد الاضراب العام.
وفي هذا الاطار تنزلت زيارة الوفد السياسي مساء أمس الى مقر الاتحاد والذي تكون أساسا من عزيز كريشان ومحمد الحامدي والتقى السيد حسين العباسي الأمين العام للاتحاد. وقالت مصادرنا أيضا أن راشد الغنوشي أبدى بدوره أثناء العشاء تمسكا بالتهدئة وبضرورة التوجه نحو الحوار الوطني للبحث في التوافقات الممكنة لانهاء هذه المرحلة الانتقالية.