نظمت الجمعية العالمية لأصدقاء الجريد للتنمية والتواصل الاجتماعي والثقافي مؤخرا الملتقى الاعلامي حول واقع وآفاق القطاعين السياحي والفلاحي بالجريد تحت شعار «هنا الجريد» بأحد نزل توزر، بحضور أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية والإعلاميين وممثلي المجتمع المدني. شهد الملتقى حضور عدد من الوجوه المعروفة على غرار الرئيس الشرفي للجمعية رجل الأعمال عبدالرزاق شريط والوجه السياسي محمد مواعدة والمفكر يوسف الصديق. انطلق الملتقى بفقرة تنشيطية بالفرق الموسيقية بالمنطقة السياحية وافتتحت أشغاله بكلمة ترحيبية بالضيوف تلتها مداخلة المشرف على اليوم الاعلامي السيد حسن الزرقوني فأبرز مفارقات جهة توزر في البلاد فعدد سكانها لا يتجاوز 120000 نسمة في حين يبلغ عدد العاطلين بها 18000 عاطل عن العمل وهي جهة تفقد سنويا 4 % من متساكنيها جراء النزوح والهجرة مما يدل على وجود وضع صعب ومشاكل اقتصادية ومنها غلق 15 نزلا من مجموع 32 نزلا بالجهة وشخّص صعوبات القطاعين فهي في المجال السياحي تتمثل في المديونية والنقص في المواصلات الجوية والبطالة وتدني القدرة الشرائية والتدني البيئي واعتبر غلق النزل خطرا في حق العائلات التي افتقدت موارد رزقها وحمّل المشرّع مسؤولية هذه المشكلة ودعا إلى إعداد دراسة للنزل المغلقة ومساعدتها على تجاوز المرحلة الحالية وفي المجال الفلاحي عدّد مشاكل القطاع ومنها نقص الموارد المائية والاشكاليات العقارية وصعوبات التسويق.
وتداول المتدخلون إثره على القاء كلماتهم فأبرز الرئيس الشرفي للجمعية عبدالرزاق شريط أن هدف الجمعية يتمثل في زرع الأمل لدى الشباب المهمش بالجهة بتوفير الظروف الملائمة للمستثمرين لبعث مشاريع بالجريد وتضم الجمعية عناصر فاعلة لها القدرة على التواصل والتأثير وطنيا ودوليا ووعد قريبا بإعادة فتح متحف دار شريط ودار زمان إثر تسوية بعض الوضعيات.
وفي تدخله أعلن رئيس الجمعية محمد الهاشمي بلوزة أن مؤسسة تجارية كبيرة ستبعث قريبا بالجهة وتقدر طاقتها التشغيلية بحوالي 50موطن شغل وهناك مشاريع أخرى واقعية وملموسة دراساتها أعدت ستبعث في الجهة ومنها مشروع احداث جامعة صحية غير مقيمة موجهة للأجانب سينتعش منها القطاع السياحي بإضافة 300000 ليلة مقضاة في توزر ومشروع جنة توزر ومشروعين بمنطقتي المحاسن وحامة الجريد...
وأكد رجل الأعمال كمال العبيدي وعضو المكتب التنفيذي للجمعية أن الاشكالات الموجودة في الجريد ظرفية لأن الامكانيات متوفرة في الجهة واقترح تكوين شبكة عالمية لأصدقاء الجمعية للنهوض بالجريد
واعتبر محمد مواعدة أن الجمعية مسؤولة عن التنمية الثقافية بقدر مسؤوليتها عن التنمية الاقتصادية واقترح اعداد موسوعة الجريد على غرار موسوعة القيروان. وشهد الملتقى استراحة شعرية مع الشاعر محمد علي الهاني وتركزت تدخلات الحضور أثناء النقاش حول دعم الجمعية العالمية لأصدقاء الجريد بتأكيد مساندتهم لها وبعث خلايا للجمعية في مناطق الجهة والمطالبة بالإسراع بمعالجة وضعية العمال المحالين على البطالة بسبب غلق النزل وفتح متحف دار شريط وطرح ديون مياه الري للفلاحين للموسم الحالي لتضرر الصابة ومعالجة مشكل نقص مياه الري وتسويق التمور...
وانبثقت عن هذا الملتقى توصيات تتمثل في القطاع الفلاحي في إعادة النظر في مديونية صغار الفلاحين والعمل على استبدال الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية ومزيد حفر آبار الري وبعث ديوان للتمور...
أما في القطاع السياحي فهي تتمثل في إلغاء الفوائد على القروض وعلى أصحاب الوحدات الفندقية المغلقة وإعادة النظر في برنامج الرحلات بالمطار...
ورغم ما حققه هذا الملتقى من نجاح تنظيمي وحضور مكثف فلقد قاطعه عدد من الناشطين في المجتمع المدني والسياسي بتوزر على خلفية انتماء بعض مؤسسي الجمعية إلى الحزب النظام البائد.