من سامي الفهري الى جناب السيد نورالدين سيدي الكريم: أهنئك سيدي الوزير، إنك وزير العدل الذي أقنعني بتسليم نفسي للقضاء بقوله في نشرة الأخبار «إذا كان سامي الفهري بريئا فليسلم نفسه وسوف ينصفه القضاء» إلا أن القضاء أنصفني وأنت تعسفت على القضاء. القضاء الذي ندّد بما حصل في قضيتي في بيان صادر عن جمعية القضاة التونسيين. أهنئك سيدي الوزير، بأنك وزير العدل الوحيد الذي يصدر أحكاما بالادانة في حق المتهم قبل أن يقول القضاء كلمته. أهنئك سيدي الوزير، بتركيعك للنيابة العمومية التي تأتمر بأوامرك وترفض تنفيذ الاحكام والقرارات الصادرة عن القضاة. أهنئك سيدي الوزير، بأنك وزير العدل الوحيد الذي فتحت في عهده أبواب محكمة الاستئناف بتونس يوم عيد الفطر. أهنئك سيدي الوزير، بأنك وزير العدل الوحيد الذي نجح في التدخل لعدم تنفيذ قرار تعقيبي يقض باخلاء سبيلي بتعلة أن قرار محكمة التعقيب لا يعني الافراج عني. أهنئك سيدي الوزير، بأنك تمكنت من إعادة الكرّة الأسبوع الموالي رغم صدور قرار شرح عن محكمة التعقيب أعلى سلطة قضائية في البلاد يلزمك باطلاق سراحي. أهنئك سيدي الوزير، بأنك الوزير الوحيد الذي يحتجز مواطنا بالسجن دون سند قانوني. أهنئك سيدي الوزير، علىمداخلاتك الاعلامية التي لمعت بمقتضاها صورة وزارة العدل إلا أنني أستغرب تغييبك التصاريح الفردية دون مجابهة طرف مقابل يمثلني. أهنئك سيدي الوزير، بأنه بفضل انجازاتك المتمثلة في أخطر خروقات قانونية عرفها تاريخ القضاء التونسي منذ الاستقلال خروقات أخطر بكثير من التهم الموجهة إلي فانه لن يقع تتبعك أو محاسبتكم الا اذا شاءت الاقدار عكس ذلك. أهنئك سيدي الوزير، بأنك تؤسس لاحترام دولة القانون والمؤسسات والتي أتنبأ ان واصلت على هذا المنوال وبفضل انجازاتك، النجاح في الانتخابات القادمة بنسبة 99.99٪. سيدي الوزير لقد أصابني اليأس وفقدت كل الأمل الى درجة قررت معها الدخول في اضراب جوع وحشي ابتداء من يوم الثلاثاء 18 ديسمبر احتجاجا على عدم احترامك للقضاء. سيدي الوزير ان كانت غايتك هي اعدامي معنويا وازاحتي من الساحة الاعلامية فإني أهنئك بأن نتيجة أعمالك ستفوق توقعاتك ذلك أنك ستنجح في ازاحتي من الوجود أصلا وبأسرع مما كنت تتصور. أهنئك مرّة أخرى سيدي وزير العدل. والسلام سامي الفهري