يرجع قرار حرمان جماهير الفرق الزائرة إلى أسباب وقائيّة جوهرها رغبة سلطة الإشراف في تجنّب المشادّات والخصومات بين أهل الدار والضيوف. هذا القرار، بصرف النظر عن الدواعي الأمنيّة التي أفضت إليه، يحتاج مراجعة لأسباب ثلاثة على الأقلّ:
الأوّل يتمثّل في وجود جمعيّات جماهيرها لا تخضع إلى التقسيم الجغرافي ومنها خاصّة الترجّي والنادي الإفريقي، وعليه فإنّ السماح بدخول جماهير الفريقين وإحكام الفصل بينهما أفضل من تعمّد فئة «كسر هذا النظام» بأسلوب أشدّ خطورة يتمثّل في «الاندساس» بين جماهير الفريق المضيّف، على النحو الذي حصل في الكاف أمس.
المباراة الحقيقيّة على المدارج
السبب الثاني يتّصل بعزوف الجماهير عن الحضور فرغم الحدّ من العدد الأقصى فإنّ عدد الجماهير ظلّ دون هذا السقف المحدّد رغم ضعفه لأنّ المحبّ يرى أنّ التنافس الحقيقيّ يحصل على المدارج بين الجماهير برفع الأهازيج والأغاني واللافتات.
جماهير الأندية الكبرى مصدر رزق الجمعيّات الصغرى
السبب الثالث يرتبط بالمداخيل فبعض الأندية تعتبر قدوم جماهير الإفريقي والترجي مهرجانا استثنائيّا يدرّ عليها أرباحا طائلة بل ينتفع منه التجّار في بعض المدن إذ يمضي الآلاف من مشجعي الأندية الكبرى إلى التسوّق.