بدأت الأنشطة السياحية بجهة عين دراهم تعرف نمطا جديدا من سياحة البديل وتتمثل في التنزه والمشي على الأقدام عبر المسالك الجبلية الصعبة أو باستعمال السيارات رباعية الدفع، وهذا النمط من شأنه دعم القطاع السياحي غير أن العمل به لازال الى أجل غير مسمّى. لاكتشاف البعض من هذه المسالك التي ستوظف مستقبلا في تنشيط هذين النوعين من سياحة البديل قامت المندوبية الجهوية للسياحة بطبرقة بتنظيم رحلة استكشافية عبر مناطق جبلية صعبة تمتد على عدة كيلومترات وسط غابات الفرنان والزان والغابات الشعراء..
«الشروق» واكبت هذه الرحلة التي تم في بدايتها زيارة مخثة دار فاطمة الواقعة على بعد 7 كيلومترات من مدينة عين دراهم وهي منطقة رطبة ومنظومة بيئية فريدة من نوعها، ومن اعرق المنظومات الطبيعية الموجودة بكامل شمال إفريقيا حيث يقدر عمرها ب 33الف سنة وهي عبارة عن ترسبات النباتات الميتة مغمورة بمياه ذات نسبة حموضة عالية وتمتاز بتربة دبالية سوداء عميقة ومتعددة الطبقات، وهذا ناتج عن تحلل بقايا النباتات وفضلات الحيوانات الموجودة بها. وتصل أنواع النباتات الموجودة بها إلى 150نوعا وتحتوي ايضا على العديد من الحشرات والضفدعيات والرخويات وبعض أنواع الزواحف، وتستقطب العديد من الطيور المائية القارة والمهاجرة.
كما تغذي المائدة المائية الجوفية وتلعب دورا في المحافظة على التوازن البيئي وهي فضاء رحبا للسياحة البيئية ومحطة هامة من الناحية البيولوجية وانطلاقا من هذه المخثة الرحلة تواصلت عبر مسلك جبلي منحدر تحيط به مناظر طبيعية خلابة من أشجار الزان الباسقة وعلى بعد مسافة 4 كيلومترات توقفت رحلة الاستكشاف بجانب غدير مائي بمنطقة ماجن ألساف.
الرحلة لم تتوقف عند هذين المحطتين التي تم رسمهما على خريطة المسالك المستقبلية وتواصلت وسط مسلك تحيط به أشجار الصنوبر وشجيرات الملية إلى حد الوصول إلى الطريق الوطنية رقم 11الرابطة بين عين دراهم وباجة...