يبدو أن الاحتفالات بالنسبة الإدارية المتزامنة مع العطلة المدرسية أنعشت نسبيا حركة النزل بالمناطق الصحراوية والجهات التقليدية على غرار الحمامات وسوسة. كما شهدت حركة التخفيضات على النزل من قبل عديد وكالات الأسفار حملة ترويجية سواء عن طريق الإرساليات القصيرة الموجهة بكثافة إلى الحرفاء أو عن طريق مواقع الانترنات التي توفر للحريف مقارنة بين نفس الأصناف من النزل وحسب الجهات الموجودة بها مما يسمح للحريف بإختيار الأسعار الأكثر انخفاضا في نفس المنطقة بين سائر النزل الموجودة بها.
كما أن التقنيات الحديثة تمكن الحريف من الحجز والخلاص عن بعد دون عناء التنقل لوكالات الأسفار... لكن هل أن هذه العناية بالسائح التونسي تعود إلى تقلص تواجد السائح الأجنبي خاصة السائح الفرنسي الذي يمثل أهم حريف للسياحة التونسية؟
أصعب شتاء
«الشروق» تحدثت إلى عدد من المطلعين على وضع السياحة في تونس والعاملين بالقطاع ولم يخف جلهم أن شتاء هذا العام يعد أصعب شتاء مرّ على السياحة التونسية للتقلص الكبير في عدد الحجوزات في حين كانت تعرف النزل في مثل هذه الفترة من السنة اكتظاظا كبيرا بمناسبة احتفالات «نوال» ورأس السنة. ويعد شهر سبتمبر الماضي المنعرج الخطير في وضع السياحة التونسية ذلك أنه بعد الانتعاشة التي عرفها هذا الموسم تم إلغاء عديد الحجوزات بسبب أحداث «السفارة الأمريكية» التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية مما جعل جل الحرفاء الأجانب يلغون حجوزاتهم.
160 نزلا مغلقا
حالة الكساد أثرت على أصحاب النزل الذين أغلقوا نحو 160 نزلا من جملة 600 نزل مصنف ( ونحو 200 نزل غير مصنفة أي تحمل نجمة وحيدة أو دون نجوم).
والملاحظ أن النزل التي لم تغلق اتبعت سياسة تقشف كبيرة على مستوى أكلاتها وعلى مستوى غلق جزء من الطوابق غير المستعملة فيها في محاولة لإيجاد توازن بين نفقاتها وايراداتها المحدودة في الغالب.
هذه الأزمة أثرت بالخصوص على العاملين في قطاع السياحة إذ أحيل جزء منهم إلى عطل غير خالصة وتم الاستغناء عن جزء آخر علما أن هذا القطاع يشغل بصفة مباشرة وغير مباشرة نحو مليون ونصف شخص أي ما يعادل 15 ٪ من التونسيين.
قبل الثورة
ومن المفارقات أن الثورة جاءت لتشغيل الجهات الداخلية المهمشة لكن بعد الثورة لم يتم تحقيق هذا الهدف بل أصبحت البطالة تهدد أبناء المناطق السياحية التي كانت في مأمن نسبيا من البطالة.
تركيا والمغرب
عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي يهدد السياحة التونسية خاصة أن وجهات أخرى تنافسنا بكثافة أهمها تركيا والمغرب استفادت من كساد السياحة في تونس.
أداءات إضافية
ويستغرب الملاحظون من فرض أداءات بقيمة دينارين على كل حريف أجنبي أو تونسي عن كل ليلة إقامة انطلاقا من 2013 ويعتبرون أن فرض هذا الأداء لم يأت في التوقيت المناسب كما أنه من الأجدى أن ينفق لتحسين وضعية القطاع بدل تخصيصه لصندوق الدعم أو التعويض.
تحسين الاتصال
من جهته ذكر مصدر من وكالات الأسفار ل «الشروق» أن التخفيضات التي قدمت للتونسيين خلال رأس السنة الإدارية لم تكن بسبب نقص السياح الأجانب ذلك أن هناك وكالات أسفار متخصصة في السياحة الداخلية وأخرى متخصصة في السياحة الخارجية لكن تم تطوير طرق الاتصال مع المواطن وتكثيف التسهيلات حتى يتمكن التونسي من التمتع بالعطل.