مازالت قضية اعتراف أحد أخطر المجرمين المتورطين في عمليات قتل كثيرة وسرقات وعمليات اغتصاب والمسجون حاليا بالسجن المدني بالمسعدين من ولاية سوسة تثير تعاليق الشارع ورجال القانون. وكانت «الشروق» نشرت في عدد أمس تفاصيل اعتراف مجرم خطير لمحاميه بأنه ارتكب جريمة قتل أخرى منذ 15 سنة حيث تمّ تسجيل القضية آنذاك ضدّ مجهول وأنّ عدد ضحاياه تجاوز ال 14.
المحامي الأستاذ أمين بوكر الذي وكّلته المحكمة للدفاع عن هذا المجرم منذ أسبوعين تقريبا أكّد أمس ل«الشروق» أنّ المتهم في قضايا الحال يعاني جملة من المشاكل النفسية فهو من مواليد سنة 1978 وليست له أية ارتباطات أسرية حيث نشأ في المركز المندمج لرعاية الطفولة بتونس إلى حين بلوغه ثماني سنوات حيث تبنته امرأة لمدة عشر سنوات لكن العلاقة لم تدم بعد ذلك فتشرّد منذ ان كان عمره 18 سنة.
وردّا على تساؤل حول سياق اعتراف المجرم بما ارتكبه بعد مرور كل هذه السنوات أوضح الأستاذ بوكر أنّه التقاه في سجن المسعدين قبل أيام بخصوص جريمة مساكن وأنّ «صحوة ضمير» ربما هي التي دفعته إلى الاعتراف بالجريمة التي ارتكبها في القلعة الصغرى عام 1997 والتي حوكم فيها متهمون آخرون قال إنه لا ذنب لهم فيها.
وأضاف المحامي أنّ الإشكال الذي حصل في الملف أنّ كل الجرائم التي ارتُكبت من قبل كانت تُسجّل ضدّ مجهول ولكن عندما تم القبض على هذا المتهم في إحدى الجرائم التي ارتكبها في صفاقس أقرّ بارتكابه جريمة مساكن، وها هو اليوم يعترف بجريمة أخرى قبل نحو شهر من موعد جلسته المقررة يوم 29 جانفي المقبل بمحكمة الاستئناف بسوسة.
وقد أبدى مواطنون اطلعوا على تفاصيل القضية عبر «الشروق» دهشتهم لما أتاه هذا المجرم الخطير متوقعين أن تبوح التحقيقات معه ربما عن الاعتراف بارتكاب جرائم أخرى خاصة أنّ المتهم نشأ وسط بيئة منحرفة وأنّ تركيبته النفسية تجعله يمثل خطرا محدقا على كلّ من يحيط به وتجعله مهيئا للقتل في أية لحظة كما أنه محكوم بالإعدام وهو حكم قد تثبّته محكمة الاستئناف وهو ما يعني أنّ المتهم لن يخسر شيئا إذا ما اعترف بالمزيد. وعلمت «الشروق» أنّ عددا من المواطنين ممّن فقدوا أقارب لهم في جرائم قتل سُجّلت ضد مجهول ينوون التوجه إلى وكالة الجمهورية بسوسة لرفع قضايا ضدّ هذا المجرم للاشتباه في ضلوعه ربما في تلك الجرائم. وطالب آخرون بضرورة تكليف لجنة طبية مختصّة للنظر في الحالة الصحية والوضع النفسي لهذا المجرم كما حذّر البعض من أن يشمل العفو هذا المجرم الخطير.