دكتور أحمد محمد المزعنن الفجرنيوز في ظل حملة التزييف الثقافي والعنصري التي يندفع فيها اليهود الخزر حاليًا بات جديرًا بكل مفكر ملتزم بثوابت فكر الأمة أن ينطلق من تلك الثوابت كمرجعية فكرية وثقافية في تفسير حركة العدو اليهودي الصهيوني. اليهود حاليًا يقومون بعملية تزييف كبرى مصحوبة بحملة إرهاب للنخب والقيادات،وينتهزون حالة التغافل العربي الرسمي من رموز الأنظمة العربية عمَّا يحدث في فلسطين،ويندفعون في عملية تنسيق مطلقة مع سلطة وصمة أوسلو والمكون الرسمي العربي الذي انحاز إلى التعريفات الأيديولوجية الانحرافية لمكونات الصراع مع عدو الأمة والملة والدين،النقيض الديني والتاريخي والواقعي للوجود العربي والإسلامي. ومن هذا المنطلق نعيد صياغة تفسير ما حدث في دبي وما يحدث من هجمة ثقافية على الثوابت العربية والإسلامية في فلسطين؛لذلك نقترح إطلاق اسم (غَزْوَةِ دُبَيِّ) استلهامًا لروح التراث في ظل حالة الوهن القومي والوطني العربي والإسلامي،ولنا في ذلك حجج منها: 1. لأن المجرمين اليهود حكّامًا ومحكومين في مجتمع الجريمة الشاملة المتمثل في الكيان الصهيوني مهووسون حاليًا بالاستمرار في عملية تزوير التاريخ بكل أبعاده ورمزيته الوطنية والقومية الخالدة،والذي كان سابقًا وجوديًا على الزمن اليهودي العابر في جزء من أرض كنعان،بمبررات إسلامية بالمعنى العام للإسلام الذي خذله أهله،وجنبوه عن تفسير الصراع المصيري مع الكيان الصهيوني في المرحلة الراهنة إلا من رحم ربي،وتهربًا من تحمل أعباء المسؤوليات القومية والقانونية التي تلزم من كان يدير قطاع غزة والجزء الشرقي المحتل من الوطن (الضفة) قبل عام 1967م ، بأن يتحملوا مسؤولياتهم بشجاعة،ويتعاملوا مع ما تبقى من قضية الوطن السليب من منطلقات الدولة والتزاماتها،كما يقتضي العرف الإنساني ، ولا يتملصوا ويتفلتوا من هذه التبعات بأساليب احتيالية انقتائية،وذلك بدفع سلطة وصمة أوسلو كواجهة مزيفة فاقدة للشرعية والأهلية ، وكما زور الصهاينة الواقع فهم يزيفون التراث الخالد لبني كنعان والفلستي واليبوسيين والآراميين العظماء معلمي العالم الحضارة والكرانة والعزة والعنفوان،ونأسف لنبينا عليه الصلاة والسرم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين ولآل البيت المؤمنين الصابرين ونعتذر عن وضع لا يليق فينا أن نذكر القمم التي أسكنوا العنصر العربي فيها،ونحن حاليًا نشدهم إلى القيعان التي لا تحفظ ماء ولا تنبت زرعًا. 2. إن اليهود المجرمين ما كانوا ليقدموا على قتل المبحوح بهذا السلوب لولا أنهم يستثمرون التواطؤ العربي والتضاعف والتفكك التكتيكي والإستراتيجي،وفي ظل سلطة (وصمة أوسلو) اللافلسطينية من الجواسيس والعملاء الساقطين وطنيًا،من ناقصي الأهلية،وفاقدي الشرعية،الذين يضفون على الفعل اليهودي صفة العمل الواقعي المعترف به،وهم يلهثون وراء المجرمين اليهود،والسماسرة الأوروبيين. 3. غزوة دبيّ: لأن ما حدث ببساطة ليس جريمة قتل،أو عملية تصفية إنسان،وإنما هي غزوة عسكرية حقيقية،وأجهزة الاستخبارات حاليًا ليست أجهزة مدنية،بل هي في أعلى درجة من التنظيم العسكري والحشد الحربي والسوقي (الإستراتيجي) ،ومن أكثر منظمات العمل الإنساني تنظيمًا ودربة وحرصًا ودقة،ويزيد في حالة غزوة دبي هذه أن الجريمة،ولمزيد من التوثيق الأمني من منطلق علم الجريمة خاصة،وعلوم الأمن المدني والإنساني عامة،سنطلق على وقائع جريمة اغتيال الشهيد محمود عبد الرؤوف المبحوح يرحمه الله ،ويسكنه فسيح الجنان في العشرين من (كانون الثاني) يناير من عام 2010م،في الغرفة 230 المقابلة للغرفة 237 التي نزل فيها الجناة بفندق البستان روتانا AL BUSTAN ROTANA، بإمارة دبي اسم :غزوة دُبَيٍّ . 4. ولماذا دُبيّ ؟ مع احترامنا وتقديرنا التام لسلطة الإمارة العربية الصاعدة دبي التي تمثل واحة سلام وتفاعل حضاري،ومحطة تعانقت فيها التقنية عالية المستوى مع الأهداف الإنسانية السلمية على الرغم من كل ما يُقال ويشاع عما يحدث فيها من سلبيات الحياة المعاصرة ،واعترافًا بكفاءة ومهنية وحرفية عالية لكل أجهزة الأمن فيها،والنزعة العلمية المتفوقة والمتمثلة في سيادة الفريق ضاحي خلفان تميم وأركان قيادته،وكل ما هو أعلم به من كل من نطق بكلمة واحدة سلبًا أو إيجابًا عن المكون الأمني في الإمارة،لكن المعالجة الموضوعية للواقعة الإجرامية تقتضي تسجيل بعض الأفكار من منطلق علمي موضوعي من باب الاجتهاد ، لعلها تفيد حاضرًا أو مستقبلاً. أ. يعرف كل من له دراية بالفعل الإجرامي وأساليب الإثبات الجنائي أن طرق الإثبات ثلاثة:* الاعتراف دون إكراه أو ضغط.* البينة أو الشهود العدول.* حلف اليمين (في الشريعة الإسلامية).وعلى ذلك فإن كل ما تسجله الكاميرات أو الأشرطة الصوتية أو أي وسيلة من الوسائل خارج هذه الوسائل الثلاث الشرعية والقانونية فإنه لا يُعتدُّ به،ويزيد الأمر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بجرائم لها خاصية الفعل الإجرامي مما يدور بين أجهزة الاستخبارات التي تدور رحاها بين أطراف الصراع في تصفية الحسابات،وتتصف بصفات الجريمة الإرهابية أو الجريمة المنظمة. ب. ولكن هل توجد هيئات قانونية تقبل القرائن التي تعتبر الوسائط الإلكترونية من بينها؟ربما تنجح إمارة دبي في سابقة لم تتكرر في سوق الجناة القتلة إلى العدالة مستخدمة تلك الوسائط الإكترونية التي تعتبر الإدارات الأمريكية منذ جورج بوش الأب رائدة في تلفيقها في حروبها الإفسادية على العالم العربي والإسلامي حتى هذه الساعة،وهناك في معقل أكبر جهاز معلومات في العالم في لانجلي في ولاية فرجينيا وفي مقر أكبر جهاز حاسب آلي كوني في ولاية مساتشوستس توجد أكبر وأعظم أساليب التلفيق المعلوماتي بالصور والصوت والصورة،وبعض إمكاناتها موجود ربما في قناة الجزيرة القطرية خاصة. ت. وبناءً على ذلك فإن التحقيقات والمتابعة لهذه الجريمة المغلفة مهما بلغت من الدقة والتجرد القانوني والمهنية العالية فلن تصل إلى نتيجة عادلة،وأكبر الظن أنها ستطوى ملفاتها،وتحفظ ضد مجهول كما فعلت حكومة ميركل الصهيونية في ألمانيا في استباقها لأحداث الجريمة. ث. كان النسب لحكومة دبي أن تسجل القضية وتتابعها باعتبارها جريمة إرهابية مدنية،ولا تلبسها الخصائص العسكرية بنسبتها إلى الموساد وهو جهاز شبه عسكري،وعليها أيضًا أن تستخدم التحركات الحكومية الرسمية والدبلوماسية في الدول التي استخدم فيها الجناة جوازات سفرها ،استخدامًا قانونيًا كأدلة للإثبات،وليس كإجراءات سياسية،وعليها أن تجادل:بهذه القضية جدالاً منطقيًا،فإذا كان هؤلاء الجناة يمثلون مواطنين حقيقيين لهذه الدول بما هي عليه من الكفاءة ولادقة في التسجيل والمتابعة فإنهم ملزمون أن يصلوا إليهم إذا كانوا صادقين فيما يزعمون من الانحياز إلى العدالة،وإذا كان هؤلاء الجناة قد انتحلوا شخصيات هؤلاء المواطنين ،فما الذي جعل المسؤولين فيها يستدعون السفراء اليهود ؟كما حدث في أستراليا وبريطانيا وأيرلندا؟ ج. أغلب الظن أنه لن يتوصل أحد في ظل التحالف الصهيوني الصليبي الحالي إلى أي خيط من خيوط الجريمة،وتتجه الشواهد الحالية إلى ضياع الحقيقة وسط خضم واسع من الأسماء الحقيقية والأسماء المستعارة،ووسط إجراءات امتزجت فيه الأعراف الدبلوماسية بالمصالح السياسية والاقتصادية،وبفعل عمليات متقنة من التمويه وإمكانات هائلة لجراحات التجميل ،وتوظيف فنون التمثيل والمكياج والصور المتعددة ، ووسط هذا الفوضى المعرفية التي قصد بها إلقاء الستار على مجريات قضية قتل إجرامي هي أبعد ما تكون عن العمل الأمني أو العمل المخابراتي أو التصفية الجسدية أو أي ظاهرة أمنية سابقة عليها ،وإنما هي قتل مع سبق الإصرار والترصد أمام عدسات الكاميرات،ولن تفلح كل أجهزة الرصد الآلي في التعرف على حقيقة مجرم واحد من هؤلاء القتلة في الوقت الحاضر. ح. نريد أن نذكر بالتطور الأخير في قضية قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم والتي اتهم فيها كل من محسن السكري وهشام طلعت مصطفى ،والحكم عليهما بافعدام ثم فوجىء الناس اليوم الخميس 4مارس 2010م بقبول النقض في حكم الإعدام ،مع توفر كافة الأدلة الكاملة على الجريمة،وهذا مؤشر يجب أن تضعه الشرطة وأجهزة الأمن في دبي في الاعتبار،وتعيد النظر في المنظومة الأمنية وأصولها،حتى لا تصبح ميدانًا لارتكاب الجرائم التي يتم تصديرها إليها من بلاد خارجها استهتارًا واستخفافًا بكيان هذه الإمارة المتميزة وقواها الرائدة. خ. إن الفاحص المدقق لمكونات الصور التي صدرت عن أجهزة الأمن في إمارة دبي يعجب: كيف أن غرفة المراقبة الأمنية لحركة زبائن الفندق في فندق البستان روتانا لم يلفت نظر أو انتباه واحد منهم التكرار السلوكي من نفس الأشخاص،وكيف أنهم تجمعوا في غرفة واحدة،ثم كيف أنه لم تسجل الكاميرات في الممر الذي به الغرفتان المتقابلتان :320 و 327 ولو صورة واحدة لهذا العدد الكبير من القتلة المتجمعين في المكان؟وكيف لم يشك الموظفون الذين كانوال يرشدون القتلة إلى غرفتهم واحدًا تلو الآخر إلى تكرار الفعل في سابقة غير مسبوقة في فندق فخم كهذا الفندق؟ د. ولذلك فإنني أطالب بالتدقيق في كل من تواجد في المواقع الأمنية وفي صالات المراقبة والاستقبال،والتحقيق معهم بطريقة غير مباشرة،ولاتجاه بالتحقيق في مدخل جديد يعتمد على جمع المعلومات الكافية عن خلفياتهم العرقية والدينية ومرجعياتهم الاجتماعية،وهذا مجرد اقتراح ،مع الاعتراف بأن أهل مكة أدرى بشعابها،لكن المشورة لقاح العقول. 5. خرافة السيادة الوطنية في ظل العولمة: وحفاظًا على الموضوعية في التحليل العلمي علينا ألا نتسرع فننساق وراء الأخبار من هنا وهناك،والتي تشير بأصابع الاتهام إلى هذه الجهة أو تلك،حتى لو أعلن سيادة الفريق،وبكل موضوعية وشفافية أن المجرمين الإرهابيين اليهود القتلة موجودون حاليًا في الكيان الصهيوني،وذلك انتظارًا لاحتمال الوصول ولو إلى حقيقة نسبية عن الجريمة المسجلة لحظة بلحظة،وقد عبث اليهود بكيانات الدول التي تستروا بجوازات السفر الخاصة بها؛وما ذلك إلا لأنهم سجلوا تاريخًا طويلاً من السلوك الإجرامي الذي تقوم الدول الغربية الأوروبية والأمريكية بتغذيته وتشجيعه وتسليه،وآخر فصل هذا الدعم الانحياز المسيحي الكاثوليكي ممثلاً في رأس الكنيسة بندكتوس السادس عشر. 6. خاصية التكامل في الفعل الإجرامي: تلح النظرية الحديثة في تفسير السلوك الإجرامي على خاصية لاحظها العلماء والباحثون وهي خاصية التكامل في الفعل،خاصة عندما تكون الجريمة بحجم تلك الجريمة التي وقعت في إمارة دبي،وبكل ما تتضمنه من المتغيرات الظاهرة والمستترة،وتكاد الظروف الخارجية الظاهرة التي سبقت وتزامنت وأعقبت هذه الفعل الإجرامي الإرهابي اليهودي تنطق بوحدة السلوك الإجرامي وصفته التكاملية،ومن خصائص التكامل أنه جزء من عمل سياسي انفردت به الولاياتالمتحدة الحليف لارئيس للعدو اليهودي الإجرامي،وذلك ضمن خطة جورج ميتشيل ممثل أوباما في تصفية ما تبقى من ذيول القضية الفلسطينية بأسلوب الضربات الفجائية المتتالية،التي ما إن يتم امتصاص الواحدة حتى تأتي الأخرى من موقع غير متوقع ،وبطريقة تهز ثوابت أطراف الممانعة وأنصار المقاومة ،الذين يبدو حاليًا أنهم في موقف رد الفعل ،والهدف من ذلك هو خفض الروح المعنوية للشعب الفلسطيني في غزة تحت ظروف الحصار في معتقل القطاع. 7. العقلانية الإجرامية الانتقائية والنشاط الرتيب: إن الجريمة الإرهابية التي وقعت في دبي وقعت في معقل،بل مهرجان كرنفالي يعجُّ بالبشر من كل جنس ولون ولسان ومعتقد ودين،فكأنها عالم مصغر وفَّر للمجرمين اليهود ومن أمنَّ التغطية الجنائية لهم مناخًا سلسًا لارتكاب أفعالهم الإجرامية قبل وأثناء وبعد الجريمة،ولا نذهب بعيدًا فقد جعلت تلك الإمارة من بعض بحرها مشروعًا استثماريًا يمثل خارطة جغرافية حقيقية للعالم،كما تطالعنا نشرات الأخبار والإعلانات التي تبثها في نشراتها،وكما نسمع ونرى في شروح ممثلي شركات التسويق العقاري،وقد كشفت المراجعة المدققة والمتانية لتفاصيل التسجيلات التي التقطتها (10 آلاف كاميرا) خصائص للفعل الإجرامي كان عالم الجريمة ماركوس فلسون رائد مدخل السلوك الرتيب Routine Activity Approach قد كتب عنها في الكثير من الكتابات والمؤلفات،ومن آخرها كتاب اشترك في تأليفه مع عالم مدخل الاتجاه العقلاني في تفسيرالجريمة Rational Choice Approach العالم البريطاني كلارك.ويفيد هذا الاتجاه المشترك الجديد أن :السلوك الإجرامي على غرار السلوك اليهودي في جريمة اغتيال الشهيد المبحوح لم يكن يحتاج الكثير من التفاصيل لارتكاب الجريمة ،بل تطلب الأمر القيام بهذا السلوك كنوع من نشاط الحياة اليومية Everyday Life Routine Activity،ونحن نذكر ذلك لأنه علينا أن نتوقع في ظل الحالة الجديدة التي يحاول اليهود ترسيخها في دائرة واسعة للفعل على مساحة البلاد العربية علينا ان نتوقع نشاطًا إجراميًا رتيبًا متزايدًا من هذا النوع،الذي يتم القيام به بتلقائية ورتابة وعقلانية عالية الدرجة،ولا يقصد بالعقلانية هنا صفة المدح بل تعني وصفًا تقريريًا موضوعيًا للفعل الإجرامي متقن الحبكة،على النوعية والهدف الذي يتكون من مجموعة من المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية.إن هذا السلوك الإجرامي بمواصفاته الجديدة يهيء دبي لتقبل حالة من تضاؤل الجاذبية الثقافية والإدارية والفنية تمهيدًا لتحويل خاصية الجذب لمراكز جديدة يقوم الصهاينة حاليًا بإنشائها بهمة ونشاط في الراض الفسطينية المغتصبة في ظل انصراف عربي متعمد وانحطاط قوى إسلامي وفي ظل تعاون وتنسيق مطلق مع سلطة وصمة أوسلو من الجواسيس والسماسرة والعملاء والخونة. 8. إن"غزوة دبيّ":تصلح لأن تكون أنموذجًا أمنيًا تطبيقيًا يُدرس في مجالات علمية عديدة في عصر العولمة الذي يلوثه الكيان الصهيوني الإجرامي الحالي متحالفًا مع الغزو الاستعماري للكيانات التي يطلق عليها مجازًا بأنها دول ذات سيادة في عالم النظام الدولي الجديد والعولمة في أقبح جوانبها،وربما تكون هذه الجريمة بداية سلسلة من الأفعال التي تتستر بالستار المدني في ظل حرب إرهابية حقيقية يقوم بها الكيان الصهيوني المؤهل منذ نشأته التعسفية المصطنعة لمثل هذه الأفعال طوال مراحل هذا الصراع التاريخي،ومن له أدنى معرفة بالوقائع التي قام بها اليهود بالمذابح المتتالية ضد عرب فلسطين وضد إخوانهم من الدول العربية الذين هبوا لنجدتهم ،يجد صفة أساسية في الفعل الإجرامي اليهودي وهي أنهم عندما كانوا يبيتون مهاجمة قرية أم موقع من المواقع فإنهم يحشدون لمهاجمته أضعاف أضعاف ما في هذا الموقع عددًا وعتادًا،ويأخذون الأبرياء على حين غرة،ويستخدمون كل مظاهر التمويه بحيث لا يتركون فرصة لناجٍ ممن يهاجمونهم،وما حدث في غزوة دبي امتداد للسلوك افجرامي اليهودي المتأصل فيهم عندما لا يجدون من يقف في وجههم ويثخنهم الجراح. 9. والأطراف المحتملون المرشحون للاعتبار والتعلم هم : أ. طلاب وخبراء السياحة والمستثمرون في المجالات السياحية،وهؤلاء جميعًا وكل مستفيد من تلك المشاريع السياحية المتقنة التي جعلت دبي أكثر جهات العالم جذبًا للبشر مع تعدد المشارب والمطالب،فالسياحة أو ما تتطلبه أن يكون المجال آمنًا،وإلا فما الذي يجبر إنسان يقضي إجازته في موقع ما عرضة لتفجير إرهابي ،أو مسرحًا لجريمة منظمة غير متوقعة،والأفضل له أن يبحث عن ذلك في بلده ،أو في مجتمعه المحلي أو في بيته،و"طوبى لمن وسعه بيته". ب. شركات وخبراء الأمن المدني عامة،والسياحي خاصة، الذين لا شك في أنهم يقفون مبهورين مصدومين،يملأهم الإحباط من جدوى تزويد المنتجعات السياحية بهذه الغابة من أجهزة المراقبة،دون أن يكون لها أدنى أثر في الإنذار بما يريب من سلوك عصابة منظمة تروح وتجىء.إن تقنية الأمن المستخدمة في المنتجعات السياحية أو في المناطق المدنية حاليًا هي إنتاج جهودٍ بشرية عالية المهارة ،وثمرة لتقدم إنساني عالي التخصص،ولكنها أثبتت حتى هذه الساعة ضعف دلالتها على المجرمين وحشد أدلة الإدانة. ت. رجال وخبراء الأمن المسؤولون عن مكافحة الإرهاب،فمما لا شك فيه أنه قد أذهلهم إمكان أن يفلت الإرهابيون المجرمون القتلة بهذه السهولة،وهذا مؤشر حقيقي على إرهاب متقن بمواصفات جديدة عليهم ان يحضروا أنفسهم للتعامل معه. ث. دارسو وعلماء وخبراء علوم الجريمة،والمهتمون بمكافحة السلوك الإجرامي في جميع مجالات علوم وتطبيقات هذه العلوم،لأن السلوك الإجرامي في هذه الحادثة الجنائية استوعب كل النظريات الكلاسيكية والحديثة في علوم الجريمة والانحراف الإنساني،وأكثر ما يمكن الحديث عنه في هذه الواقعة المدخل النظري الحديث في النظرية الاجتماعية في تفسير الجريمة،ذلك المدخل الذي ظهر بالتقاء مدخلين منهجيين كانا إلى عهد قريب يبدوان متناقضين حتى توحدا في مدخل موحد على يد العالمين ماركس فيلسون وكلارك. ج. رجال القانون الذين يواجهون ف يكل يوم شكلاً جديدًا من السلوك الإجرامي. ح. رجال إعلام المعرفة الذين يقع عليهم منذ هذه الساعة واجب الإسهام بنشر الحقائق عن مظاهر الإجرام الحديث ،ولا يكتفوا بما يتقدم إليهم من أخبار زائفة ويقوما بالتخبط هنا وهناك والخوض فيما لا يملكون عنه معلومات صحيحة. ما لم تظهره علوم الدنيا يتكشف أمره في الآخرة وأخيرًا ربما تظهر بعض الحقائق حسب الأعراف في الدول الغربية بعد موت آخر مجرم من هؤلاء المجرمين ،إما موتًا عاديًا أو جنائيًا أو في حادثة عرضية،وفي العادة فقد أثبتت التجارب في مثل هذه الحالات أن عمليات إجرامية من هذا النوع لا تفتقر إلى ترتيب لمعلومات من نوع ما تحت أي ذريعة من الذرائع،أو بتأثير دافع من الدوافع النفسية والاجتماعية والعقدية والشخصية،فربما بدافع من الإحساس الإنساني العام يصحو ضمير بعض الأفراد ممن كان لهم طرف خيط من علاقة بهذه الجريمة،فهؤلاء المجرمون بشر يتعاملون مع الناس سواء في الكيان اليهودي الإجرامي،أو في أوكار الإفساد اليهودي في أقطار العالم المختلفة ،ويتعاملون مع بشر،وليس جميع البشر أشرار،وإلا لما شهدنا ذلك الطوفان من التراث الأدبي والفني والتاريخي الزاخر بالفكر الفلسفي النسقي،والنظريات التي تفسر شتى جوانب الحياة الإنسانية ومظاهر الطبيعة،إن التراث الإنساني الرائع المتراكم من المعارف المنسقة التي بذل فيها الكثير من الجهد الصادق،وتمتاز بالرشد والمعقولية تتناقض تناقضًا أوليًا مع احتمال أن ينتصر الظلم والفساد والشر على نقيضها الذي يمثل شرطًا أساسيًا للحياة الحرة الكريمة لبني الإنسان . تتولد متغيرات معينة نتيجة للتغير في الظروف الدولية فيقدم معلومات معينة قد تفيد على مستوى أجهزة الإعلام وهواة البحث عن الحقيقة في الإمساك بطرف خيط قد يستغله من يبقى لديه رغبة في معرفة الحقيقة ،كحقيقة مجردة وليست كأدلة جنائية لتقديم المجرمين للمحاكمة أو لمواجهة عقوبة أو قصاص من نوع ما،فاليهود حاليًا يتمتعون بتغطية نظامية وقانونية زادت من وطأتها توحد الخط الكنسي البابوي والفكر الصهيوني اليهودي للاستيلاء على المقدسات الإسلامية وطرد العرب نهائيًا من الأرض المقدسة (أرض الميعاد)التي يقوم اليهود الأرثوذكس والمسيحيون الأصوليون بتخزين جرار الزيت والزيتون والاطعمة انتظارًا بقرب يوم القيامة،وعندما يتم أدلجة الصراع دينيًا فمن الصعب في الظروف الراهنة الوصول إلى الحقيقة في أي جانب متعلق باليهود المجرمين الذين لا يقتصرون على من يعيش في مجتمع الجريمة الشاملة في فلسطينالمحتلة حاليًا،بل هو يشمل نطاقات واسعة من بلدان العالم التي سيطر عليها اليهود،وجعلوا من الصورة التي سجلتها بروتوكولات حكماء صهيون المشهورة مجرد أقاصيص ورقية،وهرطقات كلامية. لقد اغتيل الرئيس المريكي الشاب الواعد في عام 1963م وهو بجوار زوجته في رابعة النهار ف يمدينة دالاس في ولاية تكساس،وقتل قاتله المفترض لي هارفي أزولد على يد يهودي يدير أندية ليلية،ثم جرى التخلص من قاتل قاتله،ولا تزال أسرار جريمة اغتياله سرًا ربما مات كل من عاصرها أو اشترك فيها،وقتل أخوه روبرت الذي كان محاميا يشغل وظيفة النائب العام،وقتل المصلح الديني الاجتماعي مارتن لوثر كنج،وظلت أسرار تلك الجرائم وآلاف غيرها في عالم الغيب،وهذا ربما يكون أحد الأسباب التي يدعو الكثيرين إلى الإيمان الواقعي إلى جانب الإيمان القلبي والتسليم بحقيقة ما أخبرنا به الرسل وحيًا من الله تعالى من أنه من تمام العدل ألا تضيع الحقوق،وأن هناك يومًا اسمه يوم القيامة يلتقي فيه الجميع أمام الملك العلام الذي لا تخفي عليه خافية،وحينها ربما يكتشف البشر أن اليهود ارتكبوا أكبر عدد من لاجرائم في تاريخ البشرية؟ والله أعلى وأعلم ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. (... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)(يوسف21)