دعا رئيس الجمهورية المؤقت الدكتور محمد المنصف المرزوقي إلى التخطيط لتعميم استخدام اللغة العربية في مجال التعليم بمختلف مراحله وتخصصاته. الدعوة وجهت في افتتاح أشغال الالكسو واتجهت الى ضرورة تنسيق الجهود لتحقيق هذا الهدف. وأضاف خلال افتتاحه للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يجب أن نواصل استعمال اللغات الأجنبية وكل لغة اكتسبناها ونعطي في مدارسنا مكانة أكبر للغات الأكثر انتشارا في آسيا وأمريكا الجنوبية ولكن لا يجب أن ينسينا أو يتعارض مع ضرورة عودة اللغة العربية لاحتلال مكانها الطبيعي كلغة للإدارة والتواصل والتعليم بكل درجاته.
وأشار إلى أن أنظمة الاستبداد التي تحكمت طويلا في رقابنا والتي ستندثر سلما أو بالقوة لم تحتقر فقط شعوبها ومواطنيها وإنما احتقرت أيضا لغتها عندما قررت أنها قد تصلح لتعليم الفقه والأدب ولكنها قطعا لا تصلح لتعليم الموروثات والفيزياءالنظرية وكيمياء الخلايا وعلوم الفلك .
واعتبر أن الاستخدام الشامل للغة العربية هو مشروع يتجاوز قدرات الأقطارالعربية مهما كانت ثروتها المادية والبشرية فترجمة العلوم خاصة الأكثر تقدما ووضع المعاجم العلمية الموحدة والإعداد لجعل لغة الضاد لغة التدريس والبحث العلمي المشترك عمل جماعي جبار ينتظر منا جميعا تجندا لم يسبق له مثيل في تاريخنا.
وقال من هذا المنبر أعلمكم أن تونس ستقدم للقمة العربية المقبلة مشروع برنامج طموح أسميه محراب اللغة العربية من أهدافه تشخيص كل ما تقوم به الدول على حدة في مجال التعريب وتطوير اللغة الأم.
ويهدف أيضا إلى التعرف على أكثر المراكز البحثية تقدما في الوطن العربي ودعمها وربطها ببعضها البعض عبر شبكة تتشارك في وضع المعاجم والمراجع العلمية الأكثر تقدما وترجمة أحدث الاكتشافات ومراقبة تطور العلوم الحديثة وتدريب الخبراء العرب في العلوم التي ستغير وجه العالم .
إلى جانب إحداث جائزة نوبل عربية تخصص للباحثين العرب القادرين على تقديم أرقى البحوث على المستوى الدولي وتقديمها باللغة العربية وبعث مؤسسة موحدة يمكن تسميتها معهد ابن خلدون لنشر اللغة العربية في العالم وخاصة في إفريقيا وآسيا والبلدان الغربية .
وأشار إلى أن تونس تؤكد دعمها الكامل للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وتعتز باحتضان مقرها الدائم ولن تتدخر جهدا في سبيل وضع جميع التسهيلات والطاقات والإمكانيات المتاحة لجعلها منارة الوحدة الثقافية العربية.