تميزت العلاقة بين الترويكا الحاكمة والمعارضة بكل أطيافها بالكثير من التجاذبات والاتهامات والصراعات... فأي مستقبل للعلاقة بين الحكومة ومعارضيها ؟. بالعودة الى بعض مجريات الأحداث خلال سنة 2012 نتوقف عند اكثر من محطة تبادلت فيها الأطراف السياسية التهم فتصدعت العلاقة بين اكثر من حزب وحتى المنظمات المدنية لم تسلم هي الاخرى من حمى التجاذبات السياسية.
راشد الغنوشي: المعارضة الراديكالية وراء توتير الأوضاع
في اكثر من مناسبة يحمل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي المعارضة السياسية الراديكالية مسؤولية الأوضاع المتوترة في اكثر من جهة من خلال مطالبها المشطة في مجال التشغيل والتنمية كما ارجع الغنوشي التوتر الحاصل الى التناقض الرئيسي بين قوى الثورة والقوى المضادة التي ترفض استكمال الثورة لأهدافها . الغنوشي وجه كذلك في أكثر من مناسبة نقدا لاذعا للمعارضة الفاشلة حسب قوله من خلالها سعيها لبث الفوضى والتسيب وتجاوز القانون وخاصة إسقاط الحكومة الشرعية التي شكلتها النهضة وتعبر عن إرادة الناخبين من خلال انتخابات ديمقراطية كما اعترف الغنوشي في المقابل بحق المعارضة في التواجد والنشاط والتعبير رافضا أن تكون المعارضة بلا اخلاق تعمل على التخريب وإغراق البلاد في الفتن حسب قوله دائما.
محمد عبو: مكاسب الثورة عديدة
السيد محمد عبو الامين العام حزب المؤتمر مكن اجل الجمهورية وجه انتقادات للمعارضة هو الآخر على خلفية استغلالها لبعض المطالب الاجتماعية للدفع نحو الفوضى كما اعتبر عبو ان بعض أطراف المعارضة لا تتعامل بمنطق التمشي السليم للثورة من اجل القضاء على نظام الاستبداد وتركيز نظام جمهوري ديمقراطي كما انتقد عبو تحويل الخلافات السياسية الى مواضيع لا علاقة لها باللعبة الانتخابية الديمقراطية مما قد يؤدي الى مشاكل كثيرة وتوتر الأوضاع دون قراءة لحقيقة الوضع العام بما ان الحكومة على حد تعبيره غير قادرة على تغيير الاوضاع المتردية في اكثر من جهة بصفة كلية وفي فترة وجيزة .
كما دعا عبو في عدة مناسبات الى الاحتفال بمكاسب الثورة على غرار حرية التعبير والتنظم والممارسة السياسية المتاحة للجميع والنأي عن الصراعات الحزبية الضيقة .
مصطفى بن جعفر: ثقافة المشاركة
من جانبه اشتكى مصطفى بن جعفر من غياب ثقافة المشاركة لدى بعض الأطراف في المعارضة رغم انه حمل في بعض المناسبات حركة النهضة مسؤولية ما جرى من احداث والذي مرده حسب السيد مصطفى بن جعفر الغرور لدى بعض المسؤولين داخل الحكومة والتصرف بمنطق الطرف الاصلي في الحكم بما يختلف مع طبيعة ثقافة المشاركة .
بن جعفر اعتبر المعارضة احتجاجية وسلبية ولم تات بأي اقتراحات عملية كما انها لن تأخذ دقة وحساسية الوضع وخطورته بعين الاعتبار إضافة الى حساسية الوضع الامني .
بن جعفر يرى ان تونس تعيش مرحلة الحرية المطلقة التي قد تؤدي الى نوع من الفوضى والانفلات مما يجعل دور المعارضة مهما جدا في التهدئة و تقنين المطالب والاحتجاجات
نجيب الشابي : لا نصطاد في الماء العكر
السيد احمد نجيب الشابي رئيس المكتب السياسي للحزب الجمهوري والذي انضم لمعارضة الحكومة الحالية مباشرة بعد صدور النتائج الاولية لانتخابات 23 اكتوبر اعتبر الحكومة الحالية تشكلت على أساس المحاصصة الحزبية وليس على اساس برنامج واضح لذلك والكلام له لا بد من الاتفاق على توافق يرتكز على اولويات الثورة في اي حكومة جديدة منتظرة وخاصة ملف التشغيل الذي يتطلب مجهودا كبيرا من الدولة اضافة الى ملف التنمية وعدم التوجه بصفة كلية نحو الملف الاجتماعي الذي قد يخدم اغراضا انتخابية حسب نجيب الشابي .
الشابي اعترف بصعوبة المرحلة الحالية وعدم قدرة اي طرف منفردا بحل كل المشاكل المطروحة. نافيا ما تتهم به المعارضة بالصيد في الماء العكر والخيانة تماما كما كانت توصف ايام بن علي وبورقيبة حسب الشابي.
آمال وانتظارات
عدة وجوه سياسية من الترويكا والمعارضة صرحت للشروق عن أملها ان تقطع السنة الجديدة مع حالة التوتر والاحتقان التي عرفتها البلاد طيلة السنة المنقضية 2012 والعمل المشترك من أجل الوصول بالمرحلة الانتقالية الى نهاتها قريبا والوصول الى الانتخابات في افضل الظروف من اجل وضع دائم تتوجه فيه جميع الاطراف نحو بناء الجمهورية الثانية، لكن بين الاماني والانتظارات وحقيقة الممارسة السياسية الميدانية بون شاسع فلننتظر...