شهد مقر حركة الشعب صباح أمس انطلاق المشاورات الرسمية لمبادرة المشروع الوطني التي دعت اليها الحركة منذ فترة. المشاورات شملت ممثلين عن «المؤتمر» و «ح.د.ش» و «وفاء» و «الطليعة» وتهدف الى بلورة أرضية تحرك مشترك.
المشاورات المتعلقة بالمبادرة انطلقت منذ مدة مع مجموعة من الأحزاب ووجهت إليهم مسودة المشروع على غرار مكونات الجبهة الشعبية وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل وحزب المجد والتحالف الديمقراطي وحركة وفاء.
وحسب عضو المكتب السياسي لحركة الشعب السيد زهير المغزاوي فان المشاورات كانت في البداية ثنائية لشرح أهداف المبادرة التي انطلقت من الأزمة التي يمر بها المسار الثوري نتيجة انحراف الحكومة والمعارضة وعدم وجود جو توافقي على مشروع وطني للثورة .
كما أوضح ان روح المبادرة هي ايجاد هذا التوافق ولو على الحد الأدنى على ان لا يكون قابلا للتصرف من أي طرف بصفة فردية مبينا ان مرجعية المشروع لا تنطلق من من مرجعية اي حزب بل هي المرجعيات التي رفعت أثناء الثورة .
وحول ردود الأفعال بين المغزاوي انها كانت ايجابية بدليل حضور عدة أطراف لمداولات الجلسة الأولى وهو ما يدل على رغبة هذه الأطراف في الخروج من الأزمة الحالية وبحثها عن التوافق من اجل المصلحة الوطنية وأهداف الثورة .
علما ان أشغال الجلسة الأولى للمبادرة حضرها ممثلو أحزاب المؤتمر من اجل الجمهورية والديمقراطيون الاشتراكيون والبعث ووفاء والطليعة .وستتلوها لقاءات أخرى خلال الأسبوع المقبل سيحضرها حسب نفس المصدر ممثلو احزاب جديدة قد تنضم للمشروع إضافة الى ممثلي المجتمع المدني والاتحاد العام التونسي للشغل .
السيد زهير المغزاوي اكد للشروق كذلك ان البلاد في حاجة الى تفاعلات وتوافقات بين قوى الثورة حتى تكون تحالفا سياسيا قويا يحد من ظاهرة الاستقطاب الثنائي الموجود حاليا كما رفض في المقابل التعليق على غياب او تغييب حركة النهضة من المشاورات الحالية .
الناصر الابراهمي: عضو الهيئة التأسيسية لحركة وفاء
من بين المشاركين في أشغال المشاورات ممثل حركة وفاء السيد الناصر الابراهمي الذي تحدث للشروق قائلا: «هذه المبادرة ايجابية وهي ثمرة عدة لقاءات سابقة وهي تمثل منطلقا جديدا لعمل مشترك كما اعتبر المبادرة متفردة وأصيلة وهي اوضح الخطوات التي تنجزها القوى الثورية المؤمنة بأهداف الثورة».
الناصر الابراهمي اعتبر المبادرة تأتي من أجل توحيد قوى الثورة حول مشروع ينجز ما تبقى من المرحلة الانتقالية ولم ينف ان تكون للمبادرة علاقة بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة بما انها تؤكد على ضرورة تحديد تواريخ واولويات العملية الانتخابية المقبلة وضمان الشروط الدنيا لانجازها .
مشاركتنا في الحكومة لن تكون ديكورا
عضو الهيئة التأسيسية لحركة وفاء تحدث كذلك عن المشاورات التي اجرتها الحركة مع ممثلي الترويكا حول الانضمام للحكومة المقبلة قائلا « وقع الاتصال بنا بطرق غير رسمية في البداية ومنذ اسبوع تم الاتصال الرسمي غير اننا في الحركة غير معنيين في المقام الاول بتغيير الأشخاص بقدر القطع مع السياسة القديمة التي اظهرت فشلها . فالانضمام محتمل ان قبلت الترويكا وخاصة حركة النهضة اعادة النظر في الأداء الحالي وإصلاح المسار بما يضمن حيادية الادارة».
الناصر الابراهمي بين ان لحركة وفاء مشروعا متكاملا تطالب بالشروع في انجازه ويتلخص في الانطلاق في حل معضلة التشغيل وكبح جماح غلاء المعيشة وتفكيك الفساد والاستبداد عبر المحاسبة. كما أضاف أن الحركة شكلت فريقا لادارة المفاوضات دون طرح اسماء معينة الى حين التأكد من وجود فرص حقيقية لتبني مشروعها. في نفس السياق بين السيد الناصر الابراهمي ان مشروع تحصين الثورة المنتظر تقديمه للمجلس التأسيسي هو في الاصل مشروع حركة النهضة لكن وفاء تلتقي معه في العديد من الأهداف كالتصدي لقوى النظام السابق غير ان للحركة مشروعها الخاص بها ستعرضه على المجلس في حينه عندما يحين الموعد الذي لا يجب ان يكون خاضعا لأجندة انتخابية بقدر خدمته للشعب وثورته.