دخل السد في مجال الإنتاج الحيواني من الأسماك سنة 1990. في البداية كان هناك 60 صيادا من شبان المناطق المجاورة من جانب المناسة بحاجب العيون وسيدي سعد بنصر الله ثم تقلص العدد. ويشهد الإنتاج تراجعا وتذبذبا بسبب عدة صعوبات من بينها انخفاض مياه السد جراء الفساد، وايضا بسبب نقص اليرقات المزروعة وغياب المراقبة لرصد التجاوزات إلى جانب صعوبات مباشرة تتعلق بعملية الخزن والنقل والأسعار.
على امتداد البصر بطول 17 كلم في عمق البحيرة، ومع تواجد الرمال الشبيهة بالرمال الشاطئية، قد يذهب في ظن الزائر أنّه أمام بحر، خاصة وهو يرى الزوارق البحرية والصيادين ينشرون شباكهم ثم وهم يسحبونها. لكن يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر. لان سمك «البوري» والكارب» في هذه المياه لذيذ الطعم وهو مورد رزق 30 أسرة بجهة المناسة.
«الشروق» رافقت بعض الصيادين على متن قاربهم في رحلة صيد محفوفة بالمغامرة والصبر الممزوج بالأمل، يعلق سمك البوري في شباك الصيادين. يضعونه في صندوق يتطلب ملؤه الوقت والصبر الكثير مع العناء الملطف بإبريق الشاي المطبوخ على نار هادئة مثل نفوس الصيادين وأدعية بوفرة الرزق.
لا يحمل الصيادون سوى الأحجام الكبيرة (بين 3 و5كلغ للسمكة الواحدة). بعد جمع كميات كبيرة يرسلونه إلى أسواق الجملة ليباع بأسعار بخسة لا تتجاوز الثلاثة دنانير للكلغ رغم جودته ومذاقه الممتاز.
وهي أسعار لا تفي بالتكاليف والمتاعب.
ويعاني الصيادون من ضعف الإمكانيات ومن عديد الصعوبات. ومن هذه المشاكل النقص المسجل في كمية الأسماك نتيجة قلة عدد اليرقات الموفرة والتي لا تتجاوز ال950 ألف يرقة بينما كانوا يتلقون في الثمانينات ملايين اليرقات مما أجبر عديد الصيادين على مغادرة المهنة لقلة مردوديتها، ولعل أسباب التنقيص من تزويدهم باليرقات هو ما أصاب اسماك البحيرة لما نفق العديد منها بسبب نقص الأكسيجين في البحيرة ذات مرة. كذلك يعاني الصيادون من غياب مخزن تبريد مشترك. حيث تم إحداث مخزن منذ سنة 2004، لكن لم يتم وصله بالكهرباء والماء.
ويطالب الصيادون بتوفير الظروف المناسبة للعمل. علما وان المشروع تشرف عليه مندوبية الفلاحة. وقال الصيادون ان هناك مراقبا معينا من قبل المصالح المعنية، لكن خلال تواجدنا هناك لنحو نصف يوم، لم يكن متواجدا.
وقال الصيادون انه لا يأتي. ويذكر ان الصيادين تلقوا مساعدات من بعض الجمعيات التنموية تتمثل في شباك وملابس لكنهم يحتاجون الى تحسين الظروف بشكل رسمي. كان من الممكن استغلال الموقع سياحيا في شكل منتجع او استراحة.
واقامة مركز تخييم او نزل صغير ومقهى وان تقام جسور فوق السد لتربط بين معتمدية حاجب العيون ومعتمدية نصر الله. حيث يفصل بينهما ماء السد على عرض مئات الأمتار.