3 أحداث عاشتها صفاقس يوم أمس مرتبطة بظاهرة «الكيس».. مندوب الفلاحة يعقد ندوة صحفية لتسليط الأضواء على هذه الظاهرة.. رئيس اتحاد الفلاحين يجتمع ب «الكياسة» بحثا عن حلول.. و«اللود» الرابط بين صفاقس وقرقنة مغلق احتجاجا على الادارة في تعاطيها مع الموضوع.. للتعبير عن احتجاجهم عما راج للتصدي لظاهرة الكيس باجراءات أمنية صارمة، منع عدد من الكياسة البطاح «اللود» الرابط بين صفاقس وقرقنة من مغادرة ميناء سيدي يوسف، وعبر صيادة «الكيس» عن الأسباب التي دفعت بهم لاعتماد هذا النوع من الصيد مبرزين ظروفهم الاجتماعية وانسداد أفق التشغيل والخسارة التي تكبدوها لتجهيز سفنهم بما يتلاءم والصيد بالكيس مع الخطايا المسلطة عليهم سابقا مقابل صمت الادارة ورفض الوزير مقابلة البعض منهم..
اللود أغلق في وقت متأخر من ليلة أول أمس الاثنين، والبحارة الذين أغلقوه مطالبهم متعددة وتستوجب الاصغاء والتفاعل، وقد علمنا يوم أمس أن وزير الفلاحة سيلتقي عددا منهم بعد غد الجمعة للنظر في مطالبهم وتحقيق الممكن منها .
تفشي الظاهرة
وفي انتظار لقاء الوزير بممثلي الكياسة، عقد صباح يوم أمس الثلاثاء المندوب الجهوي للفلاحة بصفاقس رضا الحاج سالم ندوة صحفية بمقر الولاية حضرها عدد من اطارات المندوبية وممثلو وسائل الاعلام، وقد طغى موضوع «الكيس» على توضيحات المندوب في أكثر من مناسبة باعتباره موضوع الساعة بصفاقس.
عن المشاريع المدرجة بالولاية في قطاع الفلاحة قال رضا الحاج سالم ان عددها ناهز ال83 مشروعا بما فيها المشاريع القديمة بتكلفة ناهزت ال35 مليون دينار، 16 مليونا منها خاصة بسنة 2012 مبرزا أن مشاريع نفس السنة 80 بالمائة منها تم التعهد باعتماداتها وهي بصدد الانجاز و20 بالمائة المتبقية أنهت جميع مراحلها لتدخل لاحقا في طور الانجاز.
المندوب قال كذلك انه من جملة ال83 مشروعا 20 منها انجز بالكامل و29 بصدد الانجاز و19 بصدد ابرام الصفقات و2 مشاريع معطلة بكل من منطقة «المغذية» بالصخيرة بسبب منع بعض الأجوار من مد قنوات مياه حذوأراضيهم، و2 آبار معطلة بمنطقة العجانقة من معتمدية جبنيانة والخشارمة بالعامرة بسبب سقوط آلات الضخ في بئرين استحال استخراجهما نتيجة عدم وجود الاختصاص في مثل هذه الأشغال.
المشاريع المنجزة أو التي هي بصدد الانجاز تتعلق حسب المندوب الجهوي للفلاحة بالتعهد بالمناطق السقوية والمحافظة على المياه والتربة والغابات والماء الصالح للشراب وغيرها من المشاريع التنموية.
وعن الصيد البحري وآخر المستجدات في موضوع الكيس، كشف رضا الحاج سالم أن عدد الكياسة قارب الألف «كياس» مبرزا ان الاشكاليات المطروحة اليوم انطلقت منذ فترة لما منع بحارة الصيد الساحلي من النشاط بمنطقة «الكتف» بمدنين، ورغم المجهودات المبذولة لم تتوصل الادارة الى حل عملي مما اضطر بعضهم لتعاطي الصيد بالكيس لتأمين أرزاقهم .
وقال مندوب الفلاحة أن الكياسة من منطقة اللوزة والصخيرة وقرقنة وسيدي منصور يطالبون بجلسة مع الوزير، ومن المنتظر أن يتم هذا اللقاء بعد غد الجمعة لتدارس الموضوع والتطرق الى كل جزئياته للخروج بحلول عملية..
وتابع المندوب قائلا إن الادارة تنظر حاليا في بعض الحلول منها ما يتعلق بالمراكب الكبرى (بلانصي) والذين من المفروض أن لا ينشطوا الا في عمق يتجاوز ال50 مترا، لكنهم يتعمدون الصيد دون هذا العمق بسبب ارتفاع تكلفة المحروقات التي من المنتظر أن يرتفع دعمها الى 40 بالمائة على غرار الصيادة بالشمال على أن يلتزم البحارة بتجهيز مراكبهم بالجهاز الطرفي للمراقبة بالأقمار الصناعية VMSحتى يتسنى رصد المخالفين .
الحل الثاني مع بحارة الصيد الساحلي سيكون من خلال توسيع منطقة الصيد لبلوغ 50 مترا مع مد البحارة بامتيازات ومنح وتنازل الدولة عن الخطايا السابقة مع تسوية وضعية الرخص حالة بحالة وتنظيم حوار وطني حول قطاع الصيد البحري بحضور الادارة والمهنيين . الحلول ممكنة مجموع هذه الاقتراحات، كان في الواقع قد تقدم بها رئيس اتحاد الفلاحين بصفاقس يوم 25 جانفي من السنة الفارطة الى الوزارة، ولئن لم تطبق هذه الاقتراحات، فإن رئيس الاتحاد علي شعور وبحرص منه على تطويق التظاهرة وتأهيل بحارة الكيس، اجتمع كذلك يوم أمس الثلاثاء بعدد من الكياسة للاستماع الى مشاغلهم والحلول المقترحة .
اللقاء بمقر الاتحاد حضره عدد من الكياسة من الصخيرة واللوزة ودوار اللواتة وقرقنة وسيدي منصور أشرف عليه كل من علي شعور وشكري الخبور وعبد الرزاق كريشان عن الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري ومنصف الزيادي رئيس قسم الصيد البحري بالمندوبية الجهوية للفلاحة .
الهدف من هذا اللقاء هو تجميع المقترحات لتقديمها لوزير الفلاحة في لقاء بعد غد الجمعة وتأهيل بحارة الكيس للنشاط في الصيد الساحلي دون الاضرار بالثروة السمكية وبأرزاقهم باعتبار وضعياتهم المادية والاجتماعية، وقد أبرز المتحدثون انه لا بد من التصدي لظاهرة الجهويات التي منعت بحارة ولاية صفاقس من الصيد ببعض ولايات الجنوب مع اعفاء المخالفين من البحارة من كل المخالفات السابقة ل14 جانفي .
من المطالب الأساسية لاتحاد الفلاحين تمتيع بحارة «الكيس» بقروض ومنحهم بعض الامتيازات وتسوية وضعية وثائقهم الادارية المتعلقة بمراكبهم ورخصها حالة بحالة وغيرها من الحلول التي تبدي تعاطفا مع «الكياسة» وتفهما لوضعياتهم التي تستوجب التدخل حماية لأرزاقهم ولخيرات البحر التي باتت مهدّدة .