تغيب شبكة التطهير عن أغلب قرى جندوبة وهو ما خلق خللا بيئيا وصعوبة في التخلص من الفضلات المائية والمنزلية الأمر الذي بات يهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات. أمام غياب شبكة قارة تتولى تركيزها مصالح ديوان التطهير بالقرى والتجمعات الريفية يضطر السكان لحفر آبار خاصة يختلف عمقها سرعان ما تمتلئ مما يجعل التخلص منها يكلف أصحابها الجهد المتكرر والمصاريف المالية الكبيرة والتي تصل حد مائة دينار لتفريغها ثم إن السكان يعمدون أمام انسداد السبل لقنوات جوفية لتشكيل خنادق في الهواء الطلق وغير مغطاة مما يكون مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة وقد تسبب أمراضا وخطرا بيئيا هذا إضافة لما يمكن أن تسببه من حوادث تطال الإنسان والحيوان على حد السواء.
عدد من القرى يتعمد بعض العابثين إلقاء شاحنات الفضلات بمداخلها مما يشوه منظرها ويؤسس لخطر بيئي لا بد من التدخل لتجاوزه ويكون بداية التدخل بالوعي بأن للمكان حرمة ولا يجب الإعتداء عليه مهما كانت الأسباب .كما يتوجب على سكان هذه القرى مراقبة عبث العابثين ووضع حد لتجاوزاتهم المتكررة التي تمس من حريتهم وقد تسبب لهم المكروه وتمس من البيئة.
ما تعيشه القرى بجهة جندوبة من مظاهر قد تسبب كارثة بيئية وصحية تتطلب تدخل مصالح التطهير لتركيز شبكات تطهير وصيانة الموجود منها وعدم التأخر في إصلاح كل عطب طارئ هذا من باب الواجب الإنساني والوطني كما يتعين التفكير في تركيز قنوات لصرف المياه المستعملة وتكون مغطاة حتى ينجو السكان كما الحيوان من الخطر القادم على مهل ثم إنه من الضروري أيضا أن تكون طريقة صرف المياه بعيدا عن الإعتداء على الطبيعة خاصة وأن قنوات الصرف في بعض القرى يكون مصبها النهائي في الوديان القريبة وفي هذا اعتداء على الثروة المائية والتي عادة ما تستعمل سقي المزروعات والأشجار والحيوانات. كما أنه وبعد التدخل الأخير من طرف المجلس الجهوي من خلال توزيع 10 جرارات للنظافة على المجالس القروية بكامل أرجاء جهة جندوبة يتعين الحفاظ على هذه الجرارات وتخصيصها لرفع الفضلات دون سواها وفي إبانها حتى لا تتآكل وتتلف بسبب الاستعمال العشوائي ولأغراض خاصة.
وهنا لابدّ من تفعيل عمل هذه المجالس القروية وتطوير تدخلاتها بما يخدم هذه القرى لتتجاوز النقائص حتى لا يبقى دور هذه المجالس جسما بلا روح وهذا من باب المواطنة والإسهام الفاعل في تطوير الجهة عامة.