يشكّل قطاع التّطهير بمدينة أم العرائس معضلة عويصة حيث تدخّلت أجهزة النّظام السّابق لحلّ مشكلة آبار الصّرف الصّحي لبعض الأحياء السّكنيّة المكتظّة والتّخفيف من معاناة متساكنيها ، لكنّها عمّقت مأساتهم لأنّ الدّراسات والإنجازات كانت عشوائيّة وارتجاليّة. وقد تحولت هذه المشكلة الى كابوس يؤرّق المواطنين ويقضّ مضاجعهم خلال فصليْ الصّيف والشّتاء، فعند ارتفاع الحرارة يكثر النّاموس وتنبعث الرّوائح الكريهة وعند نزول الأمطار يتغيّر المشهد حيث المياه الرّاكدة المتعفّنة والملوّثة للتّربة والمائدة المائيّة.
ولتناول هذا الموضوع كان ل«الشّروق» لقاء مع السّيد حسين برهومي مدير مدرسة إعداديّة ورئيس بلديّة سابق الذي أوضح أنّ مشروع التّطهير الذي انطلق في بداية التّسعينات ويبلغ طول قنواته 5 كلم غير متبنّى من طرف ديوان التّطهير اضف إلى ذلك أنّ القنوات ضيّقة ومهترئة وغير مستوعبة لتصريف مياه الأمطار والمياه المنزليّة المستعملة ، كما ان المشروع يفتقر إلى مضخّات تدفع المياه. كلّ هذه العوامل تتسبّب في عطب القنوات فتتدفّق المياه وتحيد عن مسارها ممّا ينجر عنه تلوّث المحيط والبيئة وهو يرى أنّ البلديّة لم تعد قادرة على حلّ مشاكل قنوات التّطهير باعتبار الكلفة الباهظة لآلة الشّفط، كما يقترح حلولا لهذه المعضلة تتمثّل في إيجاد حلّ عاجل لتصريف مياه الأمطار وفصلها عن المياه المستعملة وهو يقترح إخضاع المشروع لدراسة علميّة ثمّ ربط قنوات حيّ الكسيلة وحيّ أولاد سعيد بحيّ النّزلة مرورا بالجسر الصّغير المحاذي لطريق الحشّانة لربطها في النّهاية بقنوات طريق الرديّف.
هذا المشروع يجب أن يقع تبنّيه من طرف ديوان التّطهير ليوفّر قنوات كبيرة الحجم مدعومة بمضخّات تساعد على تصريف المياه وبذلك تُحلّ مشكلة التّطهير بالمدينة.
النّظام السّابق عمّق مأساة متساكني المنطقة ، فهل تستمع حكومات ما بعد الثّورة إلى نداءات المواطنين واستغاثاهم وتساعدهم على التّخلّص من هذا الوضع البيئي المزري ؟ وهل يرتقي وعي بعض المواطنين وذلك بعدم رمي الحيوانات الميّتة في قنوات التّطهير؟