مازالت العديد من التجمعات السكنية بالأرياف والمدن تعيش على وقع نقائص سببت المعاناة في السابق وتنذر بقادم أسود وإن لم يتم تجاوزها والحد منها ليسلم العباد من الخطر القادم على مهل. قرية ورغش القلعة إحدى هذه التجمعات المهددة بكارثة بيئة وصحية هذه القرية المنتمية جغرافيا لمعتمدية غار الدماء والتي تبعد عن المدينة زهاء 10 كلم وتضم ما يفوق 05 آلاف ساكن ورغم أهمية كثافتها السكانية وما تمثله من همزة وصل بين عدة تجمعات سكنية أخرى وبين مدن غار الدماء وجندوبة ووادي مليز وهي التي يشقها الطريق المغاربية الرابطة بين عدة مدن بالجهة والحدود الجزائرية فإن نقائص هذه القرية كانت كفيلة بخلق المعاناة وتنذر بخطر صحي وبيئي.
من أهم المشاكل التي تعاني منها القرية هو مشكل التطهير ذلك أن القنوات غير صالحة ولا تتطابق والمواصفات مما جعلها سريعة الانسداد ولا تخضع للصيانة لأن المجلس القروي لا يعترف بها وكذلك ديوان التطهير وهو ما جعل الخلل الدائم كرة يبعدها كل من ملعبه وهو أيضا ما عجل بانسداد بالوعة ثم انفجارها لتصبح دائمة الجريان بالمياه المستعملة لتجود بالروائح الكريهة وتسبب تراكم الذباب والناموس ليصبح سيد البيوت يكتسحها متى شاء دون حسيب ولا رقيب خاصة أن هذه المياه تجري منذ شهور وسط القرية وتختلط مع الخضر والغلال والملابس المعروضة بالسوق الأسبوعية التي تشقها هذا إضافة لمحاذاتها لعدة محلات تجارية وصيدلية فكيف يستقيم الحال وهل من حلول حتى لا تتعاظم المأساة وتتطور لكارثة بيئية وصحية ؟ أهالي القرية أكدوا ل «الشروق» أنهم إتصلوا بكل من يهمه الأمر من ديوان التطهير والسلط المحلية والجهوية وحتى وزارة البيئة لكن لم يتغير شيئ.هذا دون نسيان ما يسببه خندق صرف المياه المستعملة من مشاكل بيئية وصحية والعجب أن بداخل الخندق قنوات لتمرير الماء الصالح للشرب.
ومن المشكلات الأخرى التي تعاني منها القرية هو انتصاب السوق الأسبوعية وسط الطريق المغاربية والطريق الرابطة بين القرية والمدن الأخرى مما يعطل الحركة المرورية كل يوم خميس علما وأن المداخيل السنوية لهذا السوق تفوق 40 ألف دينار لم تنتفع المنطقة من مداخيله وما أوصل لحالته هذه هو توزع مساحته القديمة التي ينتصب فيها لبناء مركز للبريد ومحطة لاتصالات تونس وبعض المحلات مما اضطر التجار للانتصاب على قارعة الطريق فخسر السكان الموقع القديم وسهولة التنقل. الجسر المركز على وادي المالح ( الحمام )أصبح مهددا بالسقوط بما ينبئ بكارثة لا قدر الله لو لم يتم التدخل وتركيز قنطرة جديدة بمواصفات عالية ومن أسباب تداعي الجسر للسقوط هو الانجراف الذي تشهده جوانبه وهو انجراف تسبب في تصدع وتشقق عدة منازل محاذية له والسؤال الذي أقلق سكان القرية هو لماذا لم تتم برمجة الجسر من طرف مصالح الطرقات والجسور عند إنجاز الدراسة الخاصة بالطريق المغاربية التي تمر عبر الجسر القديم الذي ظهرت عيوبه حتى قبل إنجاز الطريق ؟
نقائص قرية « ورغش القلعة « لا تحصى ولا تعد والتي يضاف لها بالتأكيد التهميش الشبابي والبطالة ونقص المرافق الحيوية الخدماتية تتطلب تدخلات تنبني على زيارات ميدانية للوقوف على الإخلالات لأنه من العار أن تعيش قرية بكمها الهائل من السكان وفي هذا العصر وواقع الثورة على كل أتون الماضي بهذا الشكل وهي جزء لا يتجزأ من وطننا العزيز الذي من الواجب أن ينعم أبناؤه بخيراته وراحة البال.