أظهرت المقابلات الودية الثلاث التي أجراها إلى حد الآن المتخب الوطني ضد العراق وأثيوبيا والغابون في إطار تحضيراته ل«كان» جنوب إفريقيا عدة حقائق ينبغي الوقوف عندها. كشفت المواجهات الودية ل«نسور قرطاج» عدة نقائص تمثلت بالخصوص في الهشاشة الدفاعية ولكن في المقابل لاحظنا بعض المؤشرات الإيجابية التي قد تساعد الفريق على تحقيق نتائج مرضية على الأقل في مغامرته القارية انطلاقا من يوم 22 جانفي الجاري وذلك شرط تدارك النقائص التي دونها الطرابلسي ومساعده فريد بن بلقاسم عقب المقابلات الودية المذكورة.
أخطاء العادة
اعترف سامي الطرابلسي بأن المنتخب الوطني ارتكب عدة هفوات فردية «بدائية» والمقصود بكلام الطرابلسي هو الخط الورائي ذلك أن شباك الفريق اهتزت في المقابلات الودية الثلاث ضد العراق (21) وأثيوبيا (11) والغابون (11) وهو أمر لا يبعث حتما على الارتياح خاصة إذا عرفنا أن شباك فريقنا الوطني تلقت أهدافا في خمسة وديات أجراها المنتخب على امتداد الأسابيع الماضية وذلك من جملة ست مقابلات ودية بما أن اللقاء الودي الوحيد الذي لم تهتز فيه شباك المنتخب هو مقابلة مصر التي انتهت بفوز زملاء زهير الذوادي بهدف لصفر.
كما لاحظنا تواصل الأخطاء الفردية (هفوة بن شريفية ضد العراق وأيمن عبد النور في لقاء الغابون بالإضافة إلى الهفوة المرتكبة في مباراة أثيوبيا...) وهو ما يذكرنا بالأخطاء التي ارتكبها لاعبو المنتخب في «كان» 2012 (المثلوثي ومحور الدفاع في مقابلتي غانا والنيجر...) والحقيقة أن الأخطاء المرتكبة لا يتحمل مسؤوليتها حراس المرمى والدفاع فحسب وإنما كذلك التقصير أحيانا من قبل لاعبي الارتكاز على مستوى معاضدة الدفاع.
تراجع الأداء
مؤشر اخر سلبي وقفنا عليه بعد مقابلات العراق وأثيوبيا والغابون ويتمثل في التذبذب الذي رافق أداء المنتخب فزملاء بن شريفية دخلوا لقاء الغابون بقوة وقاموا ب8 هجمات في 22 دقيقة وافتتحوا النتيجة عن طريق صابر خليفة واكتفى خلال الفترة المتبقية من الشوط الأول بهجمتين فحسب وتمكن المنتخب من هز شباك أثيوبيا عن طريق الدراجي منذ الدقيقة الرابعة ولكن تراجع أداء الفريق وأجبر على نتيجة التعادل.
غياب المعاضدة من قبل الظهيرين
لاحظنا كذلك غياب المساندة من قبل الظهيرين للخط الأمامي ويكفي أن نشير إلى أن أنيس البوسعيدي اكتفى بتوزيعتين باتجاه مرمى الغابون على امتداد 45 دقيقة ولم يكن زميله خليل شمام أفضل حالا منه في المباراة المذكورة.
امتلاك الكرة
قدرت نسبة امتلاك المنتخب الوطني للكرة في بعض مقابلاته الودية التي خاضها مؤخرا في دولتي قطر والإمارات 50٪ وهو ما يطرح أكثر من سؤال خاصة أننا سنواجه منتخبات أقوى بكثير من أثيوبيا والغابون والعراق بما أنّ المنتخب سيجد أمامه أما الكوت ديفوار والجزائر وهذا المؤشر قد يحيلنا على غياب عنصر الانسجام بين بعض عناصر المنتخب وأيضا العمل البدني الذي قام به الفريق مؤخرا في قطر (أكاديمية أسباير).
مؤشرات إيجابية
حتى لا تكون الصورة التي خرجنا بها بعد اللقاءات الودية للفريق الوطني قائمة فإننا نشير إلى وجود بعض المعطيات الإيجابية والمتمثلة بالأساس في قدرة الفريق على تسجيل الأهداف بما أن زملاء جمعة هزوا شباك جميع منافسيهم (العراق وأثيوبيا والغابون) كما أنه بإمكان المنتخب الاستفادة من المجهودات الفردية لبعض عناصره كالتمريرات الحاسمة للدراجي (في لقاء العراق) ويوسف المساكني (في لقاء الغابون) والتسديد من قبل بعض اللاعبين الاخرين مثل وسام يحيى والنجاعة التي أظهرها صابر خليفة في الرواقين وأيضا القدرة على تبادل المراكز (بين خليفة ويوسف المساكني...) وإحباط خطة التسلل (هدف عصام جمعة ضد العراق وهدف صابر خليفة ضد الغابون) وبرهن لاعبو الهجوم والوسط عن جاهزيتهم في معاضدة الدفاع (خليفة والدراجي في لقاء الغابون) ومن جهة أخرى تألق الحارس معز بن شريفية خاصة في المقابلة الودية الأخيرة أمام زملاء «ندونغ».