يشارك عازف البيانو وقائد الأوركسترا الاسرائيلي الشهير دوليا دانيال بارنبويم هذا الأسبوع في «مهرجان الدوحة للموسيقى والحوار»، وسط استياء أبداه قطريون وخليجيون لوجوده في العاصمة القطرية. وينتظر أن يعزف دانيال بارنبويم «سوناتا» للموسيقي النمساوي فرانز شوبرت ثم يعود ليعزف مع فرق أخرى بقاعة الأوبرا والمسرح والسينما في قرية «كاتارا» الثقافية، وهي حي في أطراف الدوحة على البحر، ويحمل الاسم التاريخي القديم لما تعرّب فيما بعد وأصبح قطر.
ولأنه اسرائيلي، فقد تحرك الغاضبون من مشاركته في المهرجان ولجؤوا الى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن اعتقادهم بأنه جاء للتطبيع بسلاح الأوتار والأزرار، مع أنه صهيوني رشيق، أي موسيقار لا حظ له في السياسة ولا نصيب، حسبما كتبوه عنه هنا وهناك.
الغاضبون يتحركون
ويعد معظم الغاضبين من مشاركته من القطريين مع قلة من خليجيين تحفظوا على وجوده في الدوحة كعازف على أوتار التطبيع القهري، بحسب ظنهم، فقد بث محمد ماجد الأنصاري، رسائل اعتبر فيها الحفل الموسيقي تحديا للدين. كما قال في تغريدة ثانية: «الدولة زادت أبناءها شرفا بمواقفها مع القضية الفلسطينية وغزة، واليوم تجلب لنا هذا العار».
أما القطري، المعروف باسم مستعار في «تويتر»، فكتب «لا لحفل الموسيقار الاسرائيلي»، وخصص موقعا منذ السبت الماضي للتعبير عن الغضب من مشاركة بارنبويم في المهرجان، فقال: «هزلت، مالقيتوالا اسرائيلي، خلصوا الفنانين وان كان ضد الصهيونية. يعني معقولة بيوقف ضد جماعته كلها تمثيل». ولخص المغرد القطري يوسف العمادي في احدى تغريداته كل شيء بكلمتي «اتقوا الله». وهناك تغريدة للدكتور الاماراتي طارق العوضي قال فيها «لا»، وزاد عليها: «دانيال يعزف على جراحنا»
واقترح قطري اسمه التويتري «علي بفتح العين» في الموقع، أن يدع الغاضبون الموسيقار يأتي «وعقب ما يخلص العزف يرجمونه بالبيض والطماطم «الخربان» كما قال.
أما القطرية لطيفة آل درويش فكتبت تغريدة استنكرت استضافة الاسرائيلي في الوقت الذي لم ينته فيه معرض الفنان الفلسطيني ناجي العلي الذي اغتاله الاسرائيليون. من هو دانيال بارنبويم؟
ويذكر أن دانيال بارنبويم، اسرائيلي من الغارقين في بحر العولمة بامتياز، فقد ولد في 1942 ببيونس آيرس، ويتكلم 7 لغات، وهاجر مع أبويه الروسيين أصلا في 1952 من الأرجنتين الى فلسطين من ضمن حملات تهجير اليهود اليها، وفيها قاد في 1957 فرقة موسيقية في حيفا وهو مراهق عمره 15 سنة.
والمعلومات عن الموسيقار تشير الى أنه صهيوني معتدل، لكن هناك اشارة في سجله الماضي قد توحي بماض مختلف، فحين تزوج من عازفة كمان بريطانية اسمها جاكلين دوبريه في 15 جوان 1967 بعد أن اعتنقت اليهودية، دخل الى القدس بعد ثلاثة أيام من احتلالها في حرب ذلك العام، فأقام حفل زفافه عند حائط المبكى متحديا مشاعر المقدسيين.
لكنه عاد وغمز من قناة التطبيع حين قدم أمسية موسيقية في منتصف 2008 بباريس. وعندما انتهت قال وهو على المسرح «نريد حفلات في بيروت وغزة، حتى وفي طهران أيضا» مخاطبا الحاضرين بصرامة المتحدي.
وليست قطر غريبة على بارنبويم، فقد زارها مرارا في الماضي، آخرها حين استضافته أوائل 2010 مع فرقته، فقدم أمسية ضمن فعاليات «الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010»، ودعوه ثانية في أفريل الماضي للمشاركة في مهرجان الدوحة للموسيقى والحوار أيضا، لكن السلطات القطرية ألغت المهرجان الذي كررته هذا العام، ودعت اليه الموسيقار، مثيرة غضب الكثيرين بوضوح.