كشف تقرير استخباري تلقته وزارة الخارجية الأمريكية عن تزايد المخاوف من سيادة الفوضى المتنامية في المناطق التي تمتد من حلب حتى الحدود التركية مشيرة الى ان هذه الفوضى قد تحوّل البلاد إلى «دولة فاشلة» إذا لم تبدأ عملية انتقال سياسي منظم في القريب العاجل بديل لحكم الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن مصادر سورية تتعاون مع «الجيش السوري الحر» هي التي أعدت التقرير عن الوضع في تلك المناطق، حيث فقد الجيش النظامي أغلب سيطرته هناك.
ويرسم التقرير صورة قاتمة للمسلحين غير المنظمين وجشع بائعي الأسلحة وأمراء الحرب الذين يسعون إلى تحقيق أرباح مالية.
ويذكر التقرير أنه في ظل هذه الحالة الفوضوية تكتسب «جبهة النصرة» التي تتبع للقاعدة شعبيتها. ويرى الكاتب ديفيد إغناسيوس في «واشنطن بوست» أن الفراغ الأمني في مدينة حلب يبدو وكأنه ساعد على بزوغ نجم «جبهة النصرة» ليس فقط من خلال أعمالها في ساحة المعركة، ولكن من خلال رفضها الانخراط في عمليات النهب، مشبها «الجبهة» الاسلامية في تنظيمها، بحركة «طالبان» في أفغانستان.
وتقول الصحيفة إن الفوضى العارمة في سوريا تبرز مشكلة أخرى تتمثل في أنه في الوقت الذي يطاح فيه بالدولة البوليسية من خلال الغزو الأجنبي أو الحرب الأهلية، فإن الإطار الأساسي للقانون والنظام يمكن أن يختفي أيضا، وهو ما حدث في العراق وليبيا، ويحدث في سورية الآن.