يجد الفلاحون وأصحاب المعاصر صعوبات كبيرة في التعامل مع مادة المرجين التي تعتبر ملوثة للبيئة. غير ان تقنيات حديثة أثبتت إمكانية استخدامها في المجال الفلاحي لتسميد الأرض، فهل يتحقق ذلك؟ نظمت مندوبية الفلاحة بالقيروان يوما دراسيا حول «تثمين مادة المرجين» بمركز التكوين الفلاحي «بروطة» تحت إشراف الدكتور البشير بن روينة وتجربة ميدانية بضيعة المركز وبحضور فلاحين وأصحاب معاصر ومهندسين وتقنيين فلاحيين وباحثين.
المرجين هو فواضل معاصر الزيتون والتي يبلغ عددها 1702 معصرة في مختلف مناطق البلاد، تفرز سنويا حوالي 600 ألف متر مكعّب من هذه المادة وما بين 350 و450 ألف طن من الفيتورة.
الفلاح (محمد) وصاحب معصرة من السبيخة قال انه سبق وان استغل مادة المرجين كسماد في ضيعته ولاحظ نموّا في الاشجار خاصة منها الزيتون ويريد معرفة الكمية والتوقيت. وقال انه تعرض الى عقوبة مالية فاقت 8 الاف دينار نتيجة عدم وضع مادة المرجين في المصب المرخص ويطالب بمراجعة القانون.
(حكيم) تقني فلاحي افاد أن مشكلة مصبات المرجين القت بظلالها منذ سنوات، واستحال إيجاد الحلول للتخلص من هذه المادة ومن تأثيراتها على المحيط البيئي. والفلاحون يريدون استغلال مادة المرجين في تسميد الزياتين.
تغيير القوانين علوة الهرابي رئيس خلية إرشاد الفلاحي افاد ان هناك دراسة علمية تؤكد ان المرجين هو مادة سماد وغير مسرطنة وغير ملوثة كما يظنها البعض وطالب وزارة البيئة بمراجعة القوانين في هذا المجال لان للمرجين فوائد عندما تستعمل لتسميد أشجار الزياتين، إذ يرتفع مردود الإنتاج مقارنة مع استعمال الأسمدة المتداولة حاليا بالسوق، كما أنها تكون بأقل تكلفة.
اما الدكتور البشير بن روينة فأكد ان معهد الزيتونة قام منذ أكثر من 10 سنوات بتجارب للتخلص من هذه المادة وتثمينها واستعمالها كسماد فلاحي وبالتعاون مع بعض الدول كسوريا والمغرب والجزائر وتمت تجارب فيها اما تونس فشملت استخدام المرجين في اشجار الزيتون والتفاح وكلها افضت إلى ان المرجين هو سماد ولا خوف من استعماله حسب شروط علمية، وتتراوح الكميات بين 50 و100 متر مكعب بالهكتار. مبّينا أن رش المرجين داخل المزارع بكميات لا تتجاوز 100م3/هك لا تؤثر على حموضة التربة ولا على كمية المواد الفينولية أو على الملوحة.
ونصح الفلاحين باستغلال المرجين مبدئيا بضيعاتهم خاصة في سبات الشتاء بالنسبة للزّيتون وقبل بشهرين قبل البذر بالنسبة للخضر في انتظار مصادقة الدولة على استعماله وحل هذا المشكل بصفة نهائية.
العائق الوحيد لتثمين المرجين كمخصب زراعي للتربة هو غياب النصوص القانونية التي تجيز هذا، فمتى يتم التنسيق بين وزارتي البيئة والفلاحة لمراجعة بعض القوانين؟