وما القاعدة؟؟.. احتل الروس «الملحدون» أفغانستان عام 1979 فترك أسامة بن لادن بلده وولده وخرج «مجاهدا» دفاعا عن ارض الإسلام.. بنفسه وبماله الوفير قاوم وحشد الحشود من كل قطر.. وبتكاثر أعداد المجاهدين وضع قاعدة بيانات ( Base de données) لضبط جنده..فكانت «القاعدة «.. دعمه الأمريكان ونعتوه بأكبر مجاهدي الزمان.. وافتخر به آل سعود وهو الحامل لجنسيتهم منذ قدم أهله من اليمن..دُحر الروس عام 89 والقاعدة بدر بين النجوم ..عام 90 احتل العراق الكويت وبدأت جحافل الأمريكان تتقاطر على الجزيرة العربية تمهيدا للحرب.. صاح بن لادن ( إلاّ ارض الحرمين ) ونقل السلاح من صدر الروس إلى «الصليبيين».. وبدأ الفصل الثاني.. عمليات للقاعدة في السعودية واليمن.. والصومال بعد نزول الأمريكيين الاستعراضي.. والعراق المحتل وكينيا وغير ذلك من الساحات.. ونُزع عن بن لادن لقب « شيخ المجاهدين» البطل وسحبت منه الجنسية.. ثم كانت أحداث سبتمبر 2001 فغدا الإرهابي رقم واحد في العالم..
والقصة طويلة..لكن من الضروري أن نعرف أن جُلّ من كان له في الميدان رجال يرغبون في القتال أصبح يعلن انضمامه من جانب واحد الى القاعدة .ومنها الجماعات المسلحة الجزائرية التي دُحرت في بلدها فانسحبت الى الصحراء وانشأت «القاعدة للمغرب العربي» .
نأتي الى تونس.. هناك تونسيون قاتلوا مع بن لادن في أفغانستان وفي ساحات أخرى ..وتزايدت أعدادهم بعدما خرست البندقية الفلسطينية.. وهناك من انضم الى الجزائريين.. ثم جاء هذا الربيع العربي الزاهي فكانت ليبيا ساحة .. وها هي سوريا ..وها هي مالي.. وأخبار عن تونسيين بالآلاف يقاتلون وقتلى وأسرى تُنشر صورهم ..وبنات يتم «تجنيدهن» وخلف الصورة فتوى (جهاد المناكحة) في سوريا لم تكاثروا بهذا الشكل؟ وهل أصبحت أرضنا ساحة مفتوحة (أحداث بير علي ) أم معبرا (سلاح مدنين) وقد أصبح بعضهم يعلنها صراحة : تونس ساحتنا مستقبلا.. كلنا نعرف من جنّد ومن درّب ومن أوصل الشباب الى الساحات.. باحتشام يتحدثون عن المليارات من الخارج تنفق على جمعيات «خيرية»؟ عددها بالعشرات وهي (بالصدفة ؟ ) تابعة لجهة واحدة.. قالوا إنهم يحملون الفكر فسكتنا ..لكن ماذا نقول وهم يحملون الصواريخ .. قالوا مضى عهد تقييد الفكر فهل سنقبل بكافر ينشر إلحاده أو فوضوي يدعو الى التدمير الشامل..
ما نراه أكثر من خطير.. ويتزامن مع حرب بدأت من الناتو في مالي.. فهل هو التدريب الميداني بالرصاص الحي لأمر ما؟ وهل لفرنسا نوايا أخرى في شمال إفريقيا تحت ستار دعم دولة مالي؟ السكوت تواطؤ..والتبرير جريمة.. والتغطية على الأمر خيانة .. ما كان وطننا يوما ساحة اقتتال ..وليعلم الجميع أن الشعب ليس مغفلا وانه يعرف ما وراء الأكمة.