برؤية من الداخل ، عاد أعضاء جمعية تونس لأجل القدسوفلسطين من أرض العروبة المحتلة ، من غزة الأبية وقد التقت «الشروق» أحد الأعضاء ليروي بطولات الشعب الفلسطيني بعين تونسية .. بالتنسيق مع جمعية فلسطين الخيرية بالقاهرة نظمت مؤخرا جمعية «تونس لأجل القدسوفلسطين» زيارة إلى غزة لمجموعة من أعضاء هذه الجمعية ويأتي ذلك في إطار دعم لأهل غزة، وتقديم ما أمكن من مساعدات مادية تمثلت أغلبها في الأدوية وبعض الحاجيات الأخرى هذه الجمعية التي تعمل على التعريف بالقضية الفلسطينية ونصرتها وتبني هموم أهلها قامت بمثل هذه المبادرات في عديد المناسبات وشاركت في أكثر من قافلة إلى أكثر من بلد عربي كالعراق ولبنان في إطار تبنيها للفكر القومي العربي وإيمانها بوحدة الأرض والمصير.
للحديث عن هذه الزيارة كان اللقاء مع أحد العائدين من غزة والمشاركين في الزيارة الأخيرة السيد منذر عبار الذي أجاب عن أسئلة الشروق :
ماذا يمكن أن نعرف عن هذه الزيارة؟
- هي دعم لأهلنا في غزة جمعنا خلالها ما يمكننا من اقتناء أدوية وتجهيزات طبية وصحية أردنا أن نزود بها الصامدين من سكان غزة في مواجهة الجرائم الصهيونية ومن جانب آخر نسعى دائما لإبراز دور تونس في نصرة القدسوفلسطين.
- منذ الوهلة الأولى، كان الاعتقاد السائد لدى جميع أفراد الوفد أن نجد آثارا للدمار ومشاهد ربما توحي بالفوضى في مدينة تواجه بمفردها أعتى الترسانات العسكرية في العالم، لكن هذه الفكرة أمحت تماما منذ أن وصلنا معبر رفح إلى أن دخلنا غزة التي احتضننا أهلها بحرارة تفوق الوصف، في غزة شعب عربي من طينة أخرى يعمل، يقاوم ويقرأ يفاجئك مشهد المساحات الارضية التي عادت إلى أهلها يسمونها هناك ب«المحررات» بعد أن دمر فيها العدو الصهيوني كل شيء، هذه المساحات استغلها أهل غزة للعمل الفلاحي حتى أصبح منتوجها يصدر لا فقط يستهلك هناك.
- لأهل غزة معنويات خرافية ففي كل بيت شهيد يفتخر به الاهل فتراهم عازمون دائما على تبني الشعار المعروف لديهم «من يهب الشهيد يتبع خطاه» من أجل تحرير فلسطين، والملاحظ هناك أن بغزة قوة عسكرية مستحيل أن تجعل العدو الصهيوني يفكر في يوم ما في الدخول بسهولة إلى غزة واحتلالها هو فقط يقدر على حصارها وذلك كل ما فعله .
ما هي أهم المحطات التي عرفتموها في زيارتكم إلى غزة؟
- هناك، واكبنا خروج عديد الاسرى في إطار اتفاق الهدنة المقرر بالقاهرة وزرنا عديد الاماكن والمنازل كمنزل الشهيد أحمد ياسين والشهيد أنور أبو سكر صاحب عملية «ناتانيا» الجريئة والتي قتل فيها 14 جنديا اسرائيليا وكان لنا حديث مطول مع نجل أحمد ياسين الذي أصيب أثناء عملية الاغتيال اصابة مازال يعاني من اثارها إلى اليوم.
ماذا عن صدى الربيع العربي هناك؟
- في الحقيقة أهل غزة مع كل تغيير يساهم في نصرة القضية ودعمها عربيا ولكنهم في المقابل لا يخفون تخوفهم من الايادي الخارجية التي تحاول افراغ هذه الثورات من مضامينها التي قامت من أجلها خدمة لمصالحها أما فيما يتعلق بالشأن السوري فانهم يعترفون بما قدمته دمشق عبر السنين من دعم ومساندة ولكنهم يعتبرون ما يحدث شأنا يهم السوريين فقط.