أشرفت المندوبية الجهوية للثقافة بالمهدية على تظاهرة ثقافية إحياء لذكرى الثورة التونسية تحت عنوان «حديث الثورة» تضمن فقرات تنشيطية وفنية متنوعة. عنوان التظاهرة كان جلابا ومستفزا في آن، فحديث الثورة يستوجب الجدل والسؤال والحديث يتطلب حوارا ومحاورة وكذلك السجال، وكأن الثورة تبحث عن لغة حتى يكتمل نظمها ويعتدل دستورها، ويستقيم تظاهرة احتفت بثقافة الآخر فكان حديث ثقافات من هنا وهناك الذي نظمته مندوبية الثقافة بالاشتراك مع جمعية الفكر الوطني الحر لينساب التعبير وحريته في قصائد وأناشيد توحي بالاحتفال بديمقراطية أثينا واكتمال الحضارة فيها. ولحديث الثورة مدخل آخر تجلى في أمسية ثقافية شارك فيها اتحاد الكتاب التونسيين فرع المهدية فكان الشعر مدّاح الثورة ومقارعها في آن، حيث فتح الدكتور خالد الغريبي باب المداخلات من خلال المسرح.. مسرح الثورة، وثورة المسرح..
باب نقاش مفتوح على مصراعيه يطرح سؤالا لجوجا.. أي مسرح نريد؟
وكذلك احتفى الدكتور محمود طرشونة بالرواية التونسية ذلك الجنس الأدبي الذي دفع بطرشونة لأخذ المشرط و«تشريح» المجتمع التونسي، تلته أمسية شعرية أثثها جملة من الشعراء التونسيين نذكر من بينهم الناصر الكسراوي، والهادي القمري، وراضية الشهايبي، وآمال جبارة، ومجدي بن عيسى، وعمار العموري، في حين أدار الأمسية الأستاذ الحبيب المبروك. واختتمت التظاهرة بنغمات موسيقية قادمة من فلسطين في حفل فني للفنان العازف علاء عزام الذي تحدث عن الثورة التونسية بمقامات تمازج فيها الثوري المفتوح على الأمل بالمقام الحزين الواقف على الألم.