كشف قسم الأمراض الجرثومية بشارل نيكول عن عودة انفلونزا الخنازير وفيروس «القريب» نوع «ب» ومن المنتظر أن تساهم موجة البرد التي تعيشها بلادنا جراء نزول كميات هامة من الثلوج في عديد المناطق في انتشارهما على أوسع نطاق. وتابعت «الشروق» الوضعية الصحية والمناخية ببلادنا واتصلنا بالدكتور أمين سليم اخصائي في الأمراض الجرثومية لمزيد من المعطيات حيث أفاد أن فيروس «الڤريب» نوع «ب» ظهر ببلادنا مؤخرا وقد عرفناه السنة الماضية وهو مدرج ضمن التلاقيح الموجودة .
والملفت للانتباه هو عودة فيروس ما يسمى بانفلونزا الخنازير الذي ظهر في بلادنا سنة 2009 وتمكنا من مكافحته. وأكد على خطورة الوضع الصحي ببلادنا مع اجتماع هذين الفيروسين الخطرين . وعن الوضع الصحي بالجهات والاعلام عن حالات الاصابة قال «للاسف يبدو من خلال تراجع نسبة التحاليل التي تتوافد على القسم ان هناك تراجعا كبيرا في الاهتمام بالرعاية الصحية من قبل المواطنين».
وتوقع احتداد العدوى الى غاية الشهر القادم ونصح بإجراء التحاليل مع نهاية الأسبوع الحالي بالنسبة الى المعافين منه أما من هم مصابون فإن التحاليل تعود عليهم بالضرر أكثر لأن مناعة الجسم لا تستطيع المقاومة.
موجة البرد تتواصل
والمعلوم أن فيروسي «الڤريب» ظهرا مع احتداد موجة البرد خلال الأسبوع الماضي ومن المنتظر أن تستفحل أكثر مع موجة البرد الحالية . ولتسليط الضوء عليها واكبنا توقعات الرصد الجوي التي تفيد ان الطقس سيكون باردا اليوم مع نزول أمطار متفرقة بالشمال والوسط ومحليا بالجنوب مع تساقط بعض الثلوج بالمرتفعات الغربية وتهب ريح قوية من القطاع الغربي وتتراوح بين 40 و50 كلم في الساعة وتصل الى 70 كلم قرب السواحل أما البحر فيكون شديد الاضطراب فهائجا.
ومن المتوقع ان يتواصل الطقس باردا غدا وأحيانا كثيف السحب مع امطار متفرقة بالشمال والسواحل الشرقية مع هبوب رياح قوية من القطاع الغربي بين 40 و60 كلم في الساعة قرب السواحل ومعتدلة فقوية نسبيا من 25 الى 35 كلم في الساعة داخل البلاد ويبقى البحر شديد الاضطراب. وتظل الحرارة منخفضة وتتراوح درجاتها القصوى بين 10 و14 درجة بالمرتفعات دون تغيير.
ويتواصل البرد الى يوم الأحد مع تراجع نزول الأمطار والاكتفاء بسحب عابرة بأغلب الجهات وتكون كثيفة بالشمال وتهب ريح قوية نسبيا من القطاع الغربي من 35 الى 45 كلم في الساعة قرب السواحل ومعتدلة من 15 الى 25 كلم في الساعة داخل البلاد وتظل الحرارة منخفضة وتتراوح درجاتها القصوى بين 10 و14 درجة وفي حدود 8 درجات بالمرتفعات.
ظاهرة
نزول الثلوج في مناطق غير التي تعودناها يدفعنا الى التساؤل عن الأسباب والقراءة العلمية لها وعنه اجاب الاستاذ جميل الحجري اخصائي في علم المناخ قائلا: «الثلوج كانت في الحقيقة تقتصر على الشمال الغربي ولكن السنة الماضية وصل الى حد الصحراء وهو عام استثنائي».
وأضاف أن ما أدى هذه السنة الى نزول الثلوج هو الانخفاض الكبير في درجات الحرارة الناتج عن أن شهر جانفي هو شهر البرد باعتباره شهر الحصيلة الاشعاعية الطاقية الأضعف خلال العام.
وما يزيد في حجم البرودة هوالتيارات الهوائية التي تأتي من القارة الأروبية حيث تصبح الحركة الجوية طولية بمعنى أنها تأتي مباشرة من القطاع الشمالي أي من قارة أروبا المعروفة بالبرد الكثير.
والدراسات الموجودة تكشف عن توجه بلادنا نحو ارتفاع الحرارة وازدياد الحالات المتطرفة كالفيضانات والاضطرابات الجوية والأعاصير . واعتبر انها تظل مجرد استقراءات ولكن بحكم أننا نجهل الشيء فلابد ان نحتاط منه . وعرج على مزايا الثلوج على القطاع الفلاحي لا سيما ونحن في فترة استعداد الأشجار المثمرة للتنوير والنباتات للانبات .