غدا الذكرى 35 لأحداث 26 جانفي والتي سقط فيها أكثر من 300 تونسي في أحداث دموية هزّت حينها كل تونس... الكثير من التونسيين لا يتذكرون الآن تفاصيل تلك الأحداث في ذلك اليوم . ذلك اليوم عرف لأول مرة في تاريخ الدولة المستقلة خروج ونزول القوات المسلحة والجيش إلى الشارع والقيام بمهمة حفظ الأمن والنظام تاريخ 26 جانفي وهو تاريخ أول انتفاضة شعبية في تونس بعد الاستقلال هو تاريخ صنعه الاتحاد العام التونسي للشغل ودفع ثمن تلك الانتفاضة عدد كبير من المسؤولين النقابيين جهويا ومركزيا ومحليا وتم الزج بهم في السجون.
إضراب
عرفت تونس خلال هذه الفترة ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق في الأسعار وارتفعت نسبة البطالة وتفشت الفوارق الاجتماعية وارتفعت نسبة التضخّم كما ارتفعت في تونس معدلات الجريمة والانحراف نتيجة للبطالة والظروف الاقتصادية الصعبة. حينها ارتفع صوت الاتحاد العام التونسي للشغل مطالبا بعدم العبث بقوت الشعب وهو عنوان لإحدى افتتاحيات جريدة الشعب ليبلغ الأمر حد التصادم مع الحكومة وإعلان الإضراب العام أو ما سمي بعد ذلك بالخميس الأسود الموافق ليوم 26 جانفي 1978.
ميليشيات
«السيناريو» حينها اقتضى خروج ميليشيات الحزب الحاكم، الحزب الاشتراكي الدستوري التي حاولت الاعتداء على المسيرات والتظاهرات العمالية والشعبية الحاشدة والتي كان يقودها نقابيون في كل الجهات وجرّت تلك الميليشيات المتظاهرين إلى العنف وعرفت البلاد عمليات حرق وتخريب وعجزت قوات الأمن عن السيطرة على الموقف...
خلافة
كانت تونس في تلك الفترة تعيش صراعا وتجاذبات كبيرة بين أجنحة السلطة وبين المحيطين بالرئيس الحبيب بورقيبة في قصر قرطاج وكانت هناك رغبة للسيطرة على الاتحاد العام التونسي للشغل وتوجيهه لخدمة النظام لكن إلى حد الآن لا تزال تفاصيل كثيرة للأسف من أحداث 26 جانفي 1978 لم تكتب بعد ولا يزال المؤرخون مقصّرين في بحثهم وكتابتهم لتاريخ الانتفاضة الشعبية جانفي 1978.