من حادثة وزير الخارجية في «الشيراتون غايتس» إلى التغطية المكثفة لتصريحات السلفيين والمتطرفين وتحويل بعضهم إلى نجوم معروفين في المجتمع.. ترتفع الاتهامات المتبادلة بين السياسيين والاعلام حول الخيط الفاصل بين الحريات والرقابة والأخلاقيات.. يتبادل السياسيون والاعلاميون بعد الثورة اتهامات حول كيفية تغطية الخبر الصحفي والخيط الفاصل بين الحرية والحق في المعلومة والنشر والاخلاقيات الصحفية والمصلحة العامة ..
وطرحت التغطية الإعلامية للمشهد السياسي والاجتماعي في تونس بعد الثورة عدة تساؤلات حول أخلاقيات نقل المعلومة وموجة الأخبار اليومية للتونسيين .. ولعل هذه التساؤلات هي نفسها التي تسود المغرب العربي بعد الثورات وفي عالم عربي يطالب بمزيد من الحرية وكسر قيود الرقابة..
وفي هذا الاطار نظم الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع مجلة «حقائق» أشغال إنجاز مشروع ميثاق مشترك حول أخلاقيات العمل الصحفي في المغرب العربي بحضور عدد من عشرات الصحفيين والخبراء من الاتحاد الاوروبي والمغرب العربي..
وتحدثت سفيرة الاتحاد الاوروبي بتونس خلال افتتاحها لأشغال الملتقى عن أهمية الحديث عن حرية الاعلام والاخلاقيات في العمل الصحفي لا سيما بعد الثورات العربية.. وأشادت بالحرية التي تعرفها الوسائل الإعلامية بعد الثورات والصعوبات التي تواجهها في نقل المستجدات.. واعتبر الخبراء الحاضرون من الاتحاد الأوروبي أنه من المهم وضع ميثاق مشترك بين الصحفيين في فترة تشهد إقبالا و«لهفة» على ممارسة الحرية التي كانت تتعطش اليها الاقلام والوسائل الصحفية في العالم العربي..
من الرقابة إلى الحرية
بين الأستاذ الدكتور عبد الكريم الحيزاوي المختص في تدريس قانون الصحافة وأخلاقيات المهنة ومدير المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين أن ما نعيشه اليوم من حريات ومن مشاكل الحرية أفضل بكثير من مشاكل الإعلام في عهد الدكتاتورية ومن ممارسة الرقابة.
واعتبر أن الأخلاقيات كانت من الوسائل التي تعتمدها الحكومات لممارسة الدكتاتورية والضغط من خلالها على الحريات وعلى الإعلام وأنها تستخدم للتحكم. وقال إنه من الممكن اليوم الحديث عن الأخلاقيات في ظل وجود الحريات وذلك للحفاظ على نبل المعلومة.. وأشار إلى أهمية تدريس مادة الأخلاقيات الصحفية في معاهد الصحافة والحقوق..
وتناقش مجموعة من الاساتذة منهم الدكتور العربي شويخة والنوري اللجمي ومجموعة من الاساتذة من تونس والمغرب والجزائر وموريطانيا وليبيا ومن ممثلي الاتحاد الاوروبي كيفية الحفاظ على حقوق الحريات الصحفية مع ضمان أخلاقيات المهنة قصد الارتقاء بمهنة الصحافة والتقارب بين هياكل المغرب العربي..
خطوة تاريخية
اعتبر المشاركون في إنجاز ميثاق مغاربي حول اخلاقيات المهنة الصحفية ان الاجتماع والاتفاق حول ميثاق مهنة الصحافة بالمغرب العربي هو أمر تاريخي ويحدث لأول مرة وأن التقارب الاعلامي والوحدة قد يفتح الباب أمام وحدة سياسية واقتصادية وغيرها.
وتحدث المتدخلون عن عدد من التجارب التي شهدتها بعض البلدان المغاربية في مجال تنظيم مهنة الصحافة والآليات التي وضعت من أجل الالتزام بأخلاقيات المهنة.. وتناول ممثلو الاعلام القضايا التي تشغل بال الصحفيين في المنطقة المغاربية ومن بينها حق النفاذ إلى المعلومات ومسؤولية الدولة في تمكين الصحفي من هذا الحق وتوفير الظروف المناسبة لممارسة عمله وتوسيع هامش حرية التعبير. وتحدث آخرون عن عدم الالتزام بمواثيق أخلاقيات مهنة الصحافة على الرغم من وجودها في عدد من البلدان المغاربية وغياب الآليات المناسبة لتحقيق ذلك.
ومن المنتظر أن يحمل الميثاق اسم «منتدى الحمامات» التي احتضنت الاشغال.. وأن يتحول يوم 24 جانفي من كل سنة إلى يوم الصحافة المغاربية..
ميثاق الأخلاقيات
تحدث مشروع الميثاق عن تطوير العمل الصحفي ومساهمته في ترقية حقوق الانسان المتعارف عليها عالمياً.. كما اشار إلى الحق في الاعلام وحرية التعبير والنقد والتي هي من أهم الحريات الاساسية لكل فرد واعتبر أن استقلالية الصحفي شرط ضروري لوجود إعلام جيد..وعلى الصحفي أن يعي ما يترتب من نتائج عما ينشر.
كما اشار البيان إلى أن الامانة المهنية هي حجر الزاوية لمصداقية الصحفي وهي التي تؤسس لواجبات وحقوق الصحفيين ولحق القارئ في إعلام جيد..
ودعا الى احترام الوقائع وتتمثل واجبات الصحفي عند البحث عن المعلومة وتحريرها والتعليق والى التكتم على مصدر المعلومة اي تعهد الصحفي بعدم اللجوء الى الاساليب الملتوية للحصول على معلومات أو أي وثائق أخري .
ودعا الميثاق إلى التمييز بين نقل الوقائع والتعليق. والالتزام في العلاقة بمصادر المعلومة بالفكر النقدي والبقاء على نفس المسافة المطلوبة ازاء كافة مصادر الاعلام وخدمات الاتصال عمومية كانت أو خاصة. كما يتعين عليه توخي الحذر ازاء أي منظومة من شأنها أن تخلق، بينه وبين مصادره، علاقة تبعية أو تآمر أو مودة أو امتنان. وعدم اللجوء الى السرقة الفكرية و ذكر مصادره. من جهة ثانية يجب التمييز بين المعلومة والاشهار. ويتعين التنصيص على الطبيعة الدعائية لأي معلومة إذا كان الأمر كذلك وعدم الخلط بين الوظائف و تداخل المصالح وتختلف وظيفة الصحفي عن الملحق الصحفي والمكلف بالعلاقات العامة وأي وظيفة اخرى مشابهة كما تختلف مهنة الصحفي عن مهنة الشرطي . ويلتزم الصحفي بحماية مصادره وعدم الافصاح عن مصادر المعلومة التي تم الحصول عليها بصفة سرية.
ويتولى الصحفي بأسرع وقت ممكن وبشكل صريح وواضح، تصويب جميع الأخطاء التي كان قد نشرها. كما أن حق الرد مكفول وفقاً للقانون. وتحدث الميثاق المغاربي أيضا عن احترام حق الحياة الشخصية وكرامة الانسان حيث يطالب الصحفي باحترام حق الفرد في حياته الشخصية وكرامته. كما يلتزم باحترام قرينة البراءة والحرص على عدم المس، بدون دليل موثق، بسمعة الآخرين أو شرفهم. كما يمتنع عن القذف والتشهير والشتم والاتهامات الباطلة. ولا يمكن تبرير نشر المعلومات التي تمس بالحياة الخاصة للأفراد الا بضرورة فهم حدث معين أو البحث عن الحقيقة أو خدمة المصلحة العامة. ودعا إلى عدم الحث على العنف والكراهية العرقية أو الدينية والعنصرية حيث يتجنب الصحفي كل ما يحرض على أي شكل من التمييز أو الأحكام المسبقة التي تستهدف الأفراد أو الأقليات أو أي مجموعات معينة. كما يلتزم بعدم تمرير أي ردود فعل للقراء من شأنها أن تروج لذلك. كما يمتنع عن تبرير الجريمة ويلتزم بعدم ابداء أي شكل من المجاملة عند التطرق الى موضوع الجريمة واستغلال المشاعر. ومن جهة اخرى تضمن البيان احترام الأديان والمعتقدات والقيود المفروضة على المعلومات وحماية الأطفال القصر والتضامن بين الزملاء كما نص على حقوق الصحفي في النفاذ الحر إلى المعلومة واللجوء الى شرط الضمير وحماية الصحفي دون قيد أو شرط، والمطالبة بحماية شخصه وأدوات عمله والتمتع بالحماية القانونية واحترام كرامته. وحقه في العقد والمكافأة المالية بما يضمن له استقلاليته الاقتصادية. يتبادل السياسيون والاعلاميون بعد الثورة اتهامات حول كيفية تغطية الخبر الصحفي والخيط الفاصل بين الحرية والحق في المعلومة والنشر والاخلاقيات الصحفية والمصلحة العامة ..
وطرحت التغطية الإعلامية للمشهد السياسي والاجتماعي في تونس بعد الثورة عدة تساؤلات حول أخلاقيات نقل المعلومة وموجة الأخبار اليومية للتونسيين .. ولعل هذه التساؤلات هي نفسها التي تسود المغرب العربي بعد الثورات وفي عالم عربي يطالب بمزيد من الحرية وكسر قيود الرقابة..
وفي هذا الاطار نظم الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع مجلة «حقائق» أشغال إنجاز مشروع ميثاق مشترك حول أخلاقيات العمل الصحفي في المغرب العربي بحضور عدد من عشرات الصحفيين والخبراء من الاتحاد الاوروبي والمغرب العربي..
وتحدثت سفيرة الاتحاد الاوروبي بتونس خلال افتتاحها لأشغال الملتقى عن أهمية الحديث عن حرية الاعلام والاخلاقيات في العمل الصحفي لا سيما بعد الثورات العربية.. وأشادت بالحرية التي تعرفها الوسائل الإعلامية بعد الثورات والصعوبات التي تواجهها في نقل المستجدات.. واعتبر الخبراء الحاضرون من الاتحاد الأوروبي أنه من المهم وضع ميثاق مشترك بين الصحفيين في فترة تشهد إقبالا و«لهفة» على ممارسة الحرية التي كانت تتعطش اليها الاقلام والوسائل الصحفية في العالم العربي..
من الرقابة إلى الحرية
بين الأستاذ الدكتور عبد الكريم الحيزاوي المختص في تدريس قانون الصحافة وأخلاقيات المهنة ومدير المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين أن ما نعيشه اليوم من حريات ومن مشاكل الحرية أفضل بكثير من مشاكل الإعلام في عهد الدكتاتورية ومن ممارسة الرقابة.
واعتبر أن الأخلاقيات كانت من الوسائل التي تعتمدها الحكومات لممارسة الدكتاتورية والضغط من خلالها على الحريات وعلى الإعلام وأنها تستخدم للتحكم. وقال إنه من الممكن اليوم الحديث عن الأخلاقيات في ظل وجود الحريات وذلك للحفاظ على نبل المعلومة.. وأشار إلى أهمية تدريس مادة الأخلاقيات الصحفية في معاهد الصحافة والحقوق..
وتناقش مجموعة من الاساتذة منهم الدكتور العربي شويخة والنوري اللجمي ومجموعة من الاساتذة من تونس والمغرب والجزائر وموريطانيا وليبيا ومن ممثلي الاتحاد الاوروبي كيفية الحفاظ على حقوق الحريات الصحفية مع ضمان أخلاقيات المهنة قصد الارتقاء بمهنة الصحافة والتقارب بين هياكل المغرب العربي..
خطوة تاريخية
اعتبر المشاركون في إنجاز ميثاق مغاربي حول اخلاقيات المهنة الصحفية ان الاجتماع والاتفاق حول ميثاق مهنة الصحافة بالمغرب العربي هو أمر تاريخي ويحدث لأول مرة وأن التقارب الاعلامي والوحدة قد يفتح الباب أمام وحدة سياسية واقتصادية وغيرها.
وتحدث المتدخلون عن عدد من التجارب التي شهدتها بعض البلدان المغاربية في مجال تنظيم مهنة الصحافة والآليات التي وضعت من أجل الالتزام بأخلاقيات المهنة.. وتناول ممثلو الاعلام القضايا التي تشغل بال الصحفيين في المنطقة المغاربية ومن بينها حق النفاذ إلى المعلومات ومسؤولية الدولة في تمكين الصحفي من هذا الحق وتوفير الظروف المناسبة لممارسة عمله وتوسيع هامش حرية التعبير.
وتحدث آخرون عن عدم الالتزام بمواثيق أخلاقيات مهنة الصحافة على الرغم من وجودها في عدد من البلدان المغاربية وغياب الآليات المناسبة لتحقيق ذلك. ومن المنتظر أن يحمل الميثاق اسم «منتدى الحمامات» التي احتضنت الاشغال.. وأن يتحول يوم 24 جانفي من كل سنة إلى يوم الصحافة المغاربية..
ميثاق الأخلاقيات
تحدث مشروع الميثاق عن تطوير العمل الصحفي ومساهمته في ترقية حقوق الانسان المتعارف عليها عالمياً.. كما اشار إلى الحق في الاعلام وحرية التعبير والنقد والتي هي من أهم الحريات الاساسية لكل فرد واعتبر أن استقلالية الصحفي شرط ضروري لوجود إعلام جيد..وعلى الصحفي أن يعي ما يترتب من نتائج عما ينشر.
كما اشار البيان إلى أن الامانة المهنية هي حجر الزاوية لمصداقية الصحفي وهي التي تؤسس لواجبات وحقوق الصحفيين ولحق القارئ في إعلام جيد.. ودعا الى احترام الوقائع وتتمثل واجبات الصحفي عند البحث عن المعلومة وتحريرها والتعليق والى التكتم على مصدر المعلومة اي تعهد الصحفي بعدم اللجوء الى الاساليب الملتوية للحصول على معلومات أو أي وثائق أخري .
ودعا الميثاق إلى التمييز بين نقل الوقائع والتعليق. والالتزام في العلاقة بمصادر المعلومة بالفكر النقدي والبقاء على نفس المسافة المطلوبة ازاء كافة مصادر الاعلام وخدمات الاتصال عمومية كانت أو خاصة. كما يتعين عليه توخي الحذر ازاء أي منظومة من شأنها أن تخلق، بينه وبين مصادره، علاقة تبعية أو تآمر أو مودة أو امتنان. وعدم اللجوء الى السرقة الفكرية و ذكر مصادره.
من جهة ثانية يجب التمييز بين المعلومة والاشهار. ويتعين التنصيص على الطبيعة الدعائية لأي معلومة إذا كان الأمر كذلك وعدم الخلط بين الوظائف و تداخل المصالح وتختلف وظيفة الصحفي عن الملحق الصحفي والمكلف بالعلاقات العامة وأي وظيفة اخرى مشابهة كما تختلف مهنة الصحفي عن مهنة الشرطي . ويلتزم الصحفي بحماية مصادره وعدم الافصاح عن مصادر المعلومة التي تم الحصول عليها بصفة سرية. ويتولى الصحفي بأسرع وقت ممكن وبشكل صريح وواضح، تصويب جميع الأخطاء التي كان قد نشرها. كما أن حق الرد مكفول وفقاً للقانون.
وتحدث الميثاق المغاربي أيضا عن احترام حق الحياة الشخصية وكرامة الانسان حيث يطالب الصحفي باحترام حق الفرد في حياته الشخصية وكرامته. كما يلتزم باحترام قرينة البراءة والحرص على عدم المس، بدون دليل موثق، بسمعة الآخرين أو شرفهم. كما يمتنع عن القذف والتشهير والشتم والاتهامات الباطلة.
ولا يمكن تبرير نشر المعلومات التي تمس بالحياة الخاصة للأفراد الا بضرورة فهم حدث معين أو البحث عن الحقيقة أو خدمة المصلحة العامة. ودعا إلى عدم الحث على العنف والكراهية العرقية أو الدينية والعنصرية حيث يتجنب الصحفي كل ما يحرض على أي شكل من التمييز أو الأحكام المسبقة التي تستهدف الأفراد أو الأقليات أو أي مجموعات معينة. كما يلتزم بعدم تمرير أي ردود فعل للقراء من شأنها أن تروج لذلك. كما يمتنع عن تبرير الجريمة ويلتزم بعدم ابداء أي شكل من المجاملة عند التطرق الى موضوع الجريمة واستغلال المشاعر.
ومن جهة اخرى تضمن البيان احترام الأديان والمعتقدات والقيود المفروضة على المعلومات وحماية الأطفال القصر والتضامن بين الزملاء كما نص على حقوق الصحفي في النفاذ الحر إلى المعلومة واللجوء الى شرط الضمير وحماية الصحفي دون قيد أو شرط، والمطالبة بحماية شخصه وأدوات عمله والتمتع بالحماية القانونية واحترام كرامته. وحقه في العقد والمكافأة المالية بما يضمن له استقلاليته الاقتصادية.