تشهد ولاية الكاف هذه الأيام أزمة حادة في الأعلاف خصوصا في مادة السداري الحيوية التي قفز سعرها إلى 40دينارا للقنطار الواحد مما جعل مربيي الأبقار يطلقون صرخة فزع خوفا من هلاك مواشيهم. هذه الأزمة جعلت فلاحي ولاية الكاف يمرون بظروف صعبة للغاية نتيجة عدم حصولهم على كميات أعلاف تضمن لهم سلامة القطيع من الهلاك خلال هذه الأيام التي تقل فيها المراعي الطبيعة وتشتد فيها برودة الطقس وهوأمر سينعكس سلبا على مردودية الحليب واللحوم إذا لم تتدخل الحكومة لفض هذه الأزمة الحقيقية في أسرع الآجال.
ويقول السيد الناصر البوغانمي فلاح بمنطقة برج العليفة أن سبب فقدان الأعلاف وارتفاع أسعارها يعود أساسا إلى احتكار بعض المزودين لهذه المواد وبيعها في السوق السوداء دون احترام الأسعار المدعمة ويطلب من المصالح المعنية التدخل السريع لتوفير هذه المواد حفاظا على القطاع الذي يعتبر الدعامة الأساسية في تنمية الاقتصاد الجهوي.
وذكرالسيد يونس الزيتوني مربي أبقار بمنطقة النعيمة التابعة لمعتمدية الكافالغربية أن غلاء الأعلاف وفقدانها في مثل هذه الأيام يعتبر بالنسبة إلى كل مرب معضلة عويصة تجعله يقلص من أعداد حيواناته وهذا هوالسبب الذي جعل عدد القطيع يتراجع خلال السنوات الأخيرة ويستوجب على السلط الجهوية والوطنية أن تتدخل بسريعة لفض هذه الأزمة التي باتت تؤرق مربي الأبقار وذلك بتوفير الأعلاف بديوان الحبوب وتمكين كل مرب بكميات حسب عدد قطيعه قبل فوات الأوان لأن جهة الكاف معروفة بشدة برودتها في مثل هذه الأيام التي تصل عادة إلى دون الصفر وذلك حفاظا على الثروة الحيوانية.
أما السيد علي السليمي فأكد لنا انه عانى كثيرا من هذه الأزمة وأصبح يفكر في التخلي عن تربية الأبقار ويعتبر أن الخروج من هذه الأزمة يكمن أساسا في تركيز معمل للعلف بجهة الكاف.
«الشروق» التقت السيد شكري قداش رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بالكاف الذي افادنا أن الخروج من هذه الأزمة يكمن في ترشيد الفلاح حتى يقبل على زراعة الأعلاف وتنويعها حسب قيمتها الغذائية مثل الذرة العلفية «المستورة»التي تعد مصدرا علفيا هاما للأبقار الحلوب وهي تقدم على مدار السنة كأعلاف غنية بالبروتين ويتم زراعتها في فصلي الربيع والصيف بالمناطق السقوية وهي تضاهي قيمتها الغذائية مادة الشعير وبهذه يتخلص الفلاح من هيمنة المزودين وأصحاب المطاحن وسماسرة العلف الذين أصبحوا يتحكمون في هذه المواد ويجبرون الفلاحين على اقتنائها بالأسعار التي يحددونها حسب الظروف المناخية وتد فع ببعض مربي الماشية إلى تقليص من قطانهم خوفا من هلاكها.
وذكر السيد شكري قداش أن هذه الأزمة صنعتها بعض المطاحن التي تمتنع عن تزويد أصحاب النيابات بمادة السداري لأسباب تجارية مما أدى إلى عدم تغطية حاجيات الولاية التي تقدر بحوالي 9000 قنطار في الشهر إذ بلغت نسبة التزود خلال السنة الجارية40% هذا إلى جانب أن بعض أصحاب النيابات لم يلتزموا بتوزيع هذه المادة على الفلاحين حسب القائمات الاسمية المقدمة من طرف الاتحاديات المحلية وتعمدهم بيعها بأسعار مضاعفة تصل إلى 40 دينارا للقنطار الواحد مما يستوجب الامر تفعيل اللجان المحلية المتركبة من معتمد الجهة ورئيس الخلية والاتحاد المحلي والطبيب البيطري حتى نتمكن من المراقبة المشددة على أصحاب النيابات لاحترام كراس الشروط ومزيد الضغط على أصحاب المطاحن لتزويد هذه النيابات بمادة السداري بصفة منتظمة وتمكين الاتحاديات المحلية بكميات من هذه المواد يتم توزيعها على الفلاحين الضعاف بأسعار مناسبة.