تساهم معتمدية حاسي الفريد بأكثر من 80 % من كمية الحلفاء التي يقع تحويلها لمعمل عجين الحلفاء والورق بالقصرين حيث تحتوي هذه الجهة على عدد هام من «مناشر» الحلفاء غير أن المنطقة بقيت مهمشة. هذه المناشر التي تستوعب كميات كبيرة من المادة التي يقع قلعها من سفوح جبال الخروب و«السلوم» وتنتشر هذه «المناشر» البالغ عددها ثلاثة عشر على كامل المجال الجغرافي لمعتمدية حاسي الفريد وتكون عادة قريبة من الجبال وذلك لتسهيل عملية نقل الحلفاء إليها باعتبار أن هذه النبتة لا توجد إلا في الجبال وهو ما يعرف بمنطقة السباسب العليا وهناك موسم يقع الإعلان عنه كل سنة لجمع الحلفاء حيث تتراوح المدة بين 4 و6 أشهر وذلك حسب العوامل المناخية وحفاظا على تواجد هذه النبتة ونظرا للجفاف في هذه السنة فقد تأثرت الحلفاء بشكل كبير حيث أصبح قلعها صعب كما أن سعر 100 كلغ من الحلفاء لم يتغير بعد الثورة وبقي كما هو 10 دنانير وهو ما جعل العديد من ممارسي هذه المهنة يتخلّون عنها ويتحولون لجني الزيتون وقلع الحلفاء وبيعها لكبار الفلاحين حتى تكون علفا لأبقارهم مقابل أجر قد يكون ضعف ما يتحصلون عليه من «مناشر» الحلفاء وهذا يعتبر أكثر ربحا لهم وقد أدى ذلك إلى تراجع كمية الحلفاء ببعض «المناشر» وخاصة منشر « الهشيم و« فج الحديد» وه وما سوف يؤثر سلبا على مردود معمل الحلفاء والورق الذي يشكوا من عدة صعوبات مالية وقد أجمع عدد كبير من العائلات التي تشتغل في قلع الحلفاء على عدم ممارسة هذه المهنة مرة أخرى خاصة في ظل غلاء المعيشة وبقاء سعر الكيلوغرام من الحلفاء كما هو مع العلم أن عملية قلع الحلفاء قاسية جدا وتتطلب لياقة بدنية وصبرا كبيرا لا يوجد إلا عند أهالي الريف الذين تعوّد على مثل هذه المهن الصعبة كما أن هناك من بين هذه العائلات من اشتغلت في قلع الحلفاء لأكثر من 20 سنة وهم اليوم محرومون من جراية أو منحة ولهم من الأبناء من هم من حاملي الشهائد الجامعية ويعيشون البطالة فكان من المفروض أن تكون نسبة من الذين يلتحقون للعمل في معمل الحلفاء من أبناء هذه العائلات التي قضت عشرات السنوات في قلع الحلفاء دون نتيجة وليس من أقارب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي عن جهة القصرين فنبتة الحلفاء وإن كان يرى فيها البعض نعمة فهي نقمة بالنسبة الى سكان حاسي الفريد فلولا الحلفاء لما بقيت هذه المعتمدية في ذيل الترتيب في التنمية حيث جاءت حاسي الفريد في المرتبة 264 أي الأخيرة في مؤشر التنمية حسب ديوان تنمية الوسط الغربي لتبقى هذه المنطقة منسية تعاني أريافها الفقر المدقع والبؤس والحرمان.