لقيت قصيدة «بعد الطزّ» المنسوبة للشاعر أحمد فؤاد نجم الكثير من التعاليق والشهرة، لكن نقادا وشعراء كثيرين يشككون في نسبتها الى الشاعر المصري. أجمع عدد من الشعراء التونسيين على أن القصيدة التي تناقلتها مواقع الانترنات في المدة الأخيرة ونسبت كلماتها الى الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، لا يمكن ان تكون من وضع هذا الشاعر نظرا لكثرة الأخطاء اللغوية فيها وافتقادها لشعرية نجم المعروفة. وتحمل القصيدة حسب ما جاء في مواقع الانترنات ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصا عنوان «الى الأمة العربية: بعد الطزّ» لم يعد يليق بك التحية..
وتعرضت القصيدة بالنقد الى الإخوان المسلمين في مصر ورئيس الجمهورية المؤقت في تونس والوهابية في السعودية.
«الشروق» سألت ثلة من الشعراء التونسيين عن آرائهم في القصيدة فاتفق جميعهم على ان كاتب «بقرة حاحا» لا يمكن ان يكتب مثل هذا الكلام وأجمعوا على أن ما نسب اليه «فايسبوكيا» ليس بشعر.
مستوى متدن
فالشاعر منصف المزغني أكد انه لا يمكن لأحمد فؤاد نجم أن يكتب بمثل هذا المستوى الفني المتدني ليضيف قائلا: «هذه القصيدة لا يمكن نسبتها للشاعر أحمد فؤاد نجم لأنها لا تدل على الحرفية التي عرفناها في شعره طيلة عقود من الزمن لذلك أنا أشكّ أصلا في كون هذه القصيدة له».
لغة باهتة وصور فجة
وغير بعيد عن الشاعر منصف المزغني ذهب الشاعر محمد الغزي الى ان الكلام المنسوب لأحمد فؤاد نجم يمكن ان يكون كلام شاعر مبتدئ لأن اللغة المكتوبة بها هافتة والصور الشعرية فجّة، ولا علاقة لها بشعرية أحمد فؤاد نجم ولا بالشعر اصلا، على حد تعبيره. وقال «الغزي»: «هذا الكلام أخرجه من مجال الشعر لأنه أقرب الى الشتيمة السياسية منه الى الشاعرية». ليضيف قائلا: «مشكلة «الفايسبوك» تكمن في نسبة كلام أو قصائد لغير أصحابها».
نسبة الشيء لغير صاحبه
كلام الشاعر محمد الغزي الأخير كان محور حديث الشاعر أدم فتحي حين علّق على هذا النص قائلا: «أستبعد ان يكون هذا الكلام للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، ففي كل مرة تنسب له قصيدة شأنه شأن عديد الشعراء على غرار مظفّر نوّاب وأحمد مطر، وحتى أنا تعرّضت لمثل هذه الظاهرة. وعموما على «الفايس بوك» يمكن ان ينسب اي شيء لأي شخص قبل التقييم..». كتابة إنشائية
أما الشاعر الغنائي حاتم القيزاني فمنذ ان استمع الى الأسطر الأولى ، قاطعنا قائلا:«مستحيل ان يكون أحمد فؤاد نجم كاتب هذا الكلام، فمن جهة أولى الرجل مقل جدّا في الكتابة باللغة العربية الفصحى ومعروف عنه انه يكتب الزجل... ومن جهة أخرى أستبعد أن يكون كاتب هذه «القصيدة» (بين قوسين) لأن كتابتها انشائية وبعيدة كل البعد عن الكتابة الشعرية، فضلا عن أن خطابها مباشر وكاتبها مبتدئ ومنفعل..».