اثبت انه قادر على الصمود في وجه الضغوط و المبادرة الموفقة بعيدا عن ردود الفعل الانفعالية والمتشنجة . وضعته مسارات ومحطات الانتقال الديمقراطي في وضعية متسمة بالتجاذبات الحادة والانتظارات الواسعة للمجتمع خاصة في مجال التنمية والتشغيل والقدرة الشرائية. قد لا تكفيه سنة لتحقيق أشياء ملموسة ولكن كل المراقبين يتوقعون ان يتمكن الجبالي من إيصال البلاد الى شاطئ الأمان وضمان الانتقال السلس من المرحلة الانتقالية الى نظام سياسي مستقر ومتوازن.
الرجل تتنازعه أهواء شركاء الحكم بما فيها نهم وانتهازية وابتزاز مفضوح وتململ قواعد حزبه وخاصة من ضحايا الاضطهاد والقمع سجنا وتشريدا وحرمانا من العمل وهو أيضاً معني بمناورات المعارضة والأطراف الاجتماعية .
التوجهات الاخيرة ، وحتى تلك التي اعلن عنها منذ اول خطاب له، تؤكد رغبة صادقة في تجميع القوى الوطنية وحلحلة أوضاع البلاد نحو المخارج الصحيحة ، وتأكيده على ضرورة الإسراع بإنجاز الانتخابات ودعوته الى التعويل على كل الكفاءات الوطنية والتكنوقراط بعيدا عن المحاصصات الحزبية الفجة ، كلها مؤشرات عن رؤية صادرة عن رجل دولة لا عن امين عام حزب سياسي، ولا شخص أغوته غنائم السلطة .
الجبالي وجد المساندة والدعم من قوى عديدة وتؤمن بالوسطية والاعتدال، واستفاد من رصيد حركته ومن كفاءة بعض مستشاريه ، ووزرائه الاكفاء ولكنه بإجماع الملاحظين يحتاج جهازا إعلاميا واتصاليا فاعلا ومبادرا وشجاعا في تنفيذ السياسات، ويحتاج الاستفادة من خطئه الاستراتيجي بعدم المبادرة باجراء تحوير في شهر مارس الماضي للتخلص من الوزراء الفاشلين بعيدا عن منطق المحاصصة أو الترضية.