بات التحوير الوزاري أكثر من ضرورة الآن... فالكل يجمع على أن نجاعة عمل عدد من الوزراء صارت في الميزان وأن بعضهم أثبت تقصيرا واضحا في عمله وفي إدارته لملفات وزارته. للأسف فإن ضعف أداء عدد من الوزراء في الحكومة أربك معالجة الكثير من الملفات التي تهم الناس لذلك كاد يتحول التحوير ليس فقط الى مطلب سياسي بل الى مطلب شعبي.
بعد أشهر على عمل حكومة حمادي الجبالي لابد أن يشمل التقييم الآن كل الوزارات وخاصة تلك الوزارات التي توصف بالوزارات الفنية وتضطلع بملفات دقيقة وعلى غاية من الأهمية ولها ارتباط لصيق بواقع المواطن...
إن ضعف الأداء الذي ميز عددا من الوزراء انعكس سلبا على أداء كل الحكومة حتى أن المواطن العادي لم يستغرب من سؤال حمادي الجبالي «أين الحكومة..؟» تحتاج الحكومة الآن الى وزراء تكنوقراط لهم كفاءة فنية وإدارية وعالية أكثر مما تحتاج الى وزراء سياسيين عجزوا حتى عن التواصل مع الموظفين في وزاراتهم. إن ما يُخشى الآن هو هيمنة التجاذبات والحسابات السياسية على التحوير القادم والمنتظر فتجد الحكومة نفسها بعد أشهر قد ارتكب وزراؤها نفس الأخطاء.
إن بلادنا تحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى إدارة مقتدرة والى وزراء أكفاء يشرفون على تسيير دواليب الدولة ومعالجة الملفات بعيدا عن الغوغاء والشعارات والشعبوية ويجب أن تكون الكفاءة هي الفيصل في التحوير الوزاري القادم أما حسابات ومشاورات الصالونات السياسية فتتم جانبا فبلادنا في حاجة الى من ينجح وليس الى من يفشل...
النجاح والكفاءة هما المفتاح الوحيد للخروج من المشكل ومعالجة ملفات اجتماعية واقتصادية عاجلة. للأسف ليس لدينا وزراء يعترفون بأخطائهم وبتقصيرهم بل كانت مهمة بعضهم البحث عن أعذار وتعلات لم تعد تقنع، لذلك يصبح التحوير ضروريا...