لم يتمكن الاستاذ عبد الرؤوف العيادي من فرض رؤيته المتشددة على المنحى السياسي العام في البلاد الذي يتجه الى تغليب المصالحة الوطنية وانجاح الحوار والتوافق بين مختلف التيارات والتوجهات. برز في الكثير من الاحيان بمبادرات غريبة عجيبة كمقترحه بإنجاز مؤتمر وطني للمحاسبة يبدو انه غاب في زحمة الاحداث ولم يكن له من نجاعة وفاعلية نظرا لانه كان مسبوقا بإرادة حكومية ومدنية بتمرير نص مشروع العدالة الانتقالية الى المجلس الوطني.
ويبدو ان الخلاف الذي نشب بين العيادي ورفاق دربه السابقين في حزب المؤتمر قد خلف له جراحا واسعة لم يتمكن بعد من علاجها ومن تجاوز تأثيراتها خاصة وان الرجل كان من اقرب المقربين من الرئيس محمد المنصف المرزوقي وعرف بنضاله الحقوقي والسياسي ايام المخلوع.
الاستاذ العيادي في حاجة الى مراجعة مناهج عمله والإيمان بان سياسة التفرد او التغريد خارج السرب او الفرقعات الإعلامية لم يعد لها من معنى ولم تعد تؤتي اكلها، كما ان الشعارات الثورية قد تساوقت مع خيارات الاصلاح والتقدم في مسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.