يوم الجمعة هو موعد انتصاب السّوقين الأسبوعيّتين في مدينتي المهديّة مركز الولاية وقصور السّاف، حيث لم تسلم فضاءات المقبرة والمؤسسات الحيويّة ومحيط الجامع الكبير في المهديّة، وفضاء مكتبة الأطفال وقصر البلديّة، والفروع البنكية في قصور الساف مع إدارات الصّوناد والبريد والهاتف والقباضة المالية، والمساجد، والمدارس الابتدائيّة، ورياض الأطفال، وحتى المنازل التي تغلق منافذها، ولا يمكن العبور منها أو إليها إلا بشقّ الأنفس في غياب تامّ لسلط المراقبة لصدّ الكلام البذيء، والانتصاب الفوضوي وما امتدّ من أسلاك كهربائيّة هنا وهناك للتجار الذي يعطل الحركة، ويقلق راحة الحرفاء. وفي ظل هذه الفوضى التي اجتاحت الطرقات، ومقرات الإدارات أقدمت بعض البلديّات على رفض مقترح جهوي اتّفق عليه أكثر من طرف كمنظمة الدفاع عن المستهلك، واتحاد الشّغل، ورابطة حقوق الإنسان في اجتماع بمقر ولاية المهديّة مؤخّرا بشأن معاليم الانتصاب «المكس» الذي تمّت التّوصية بشأن عودته إلى البلديّات غير أن البعض من رؤساء النيابات الخصوصّية رفض ذلك شأن بلدية ملّولش التي ما زال متسوغ السّوق يقوم بعمله، إضافة إلى الفوضى التي تشهدها سوق قصور الساف جرّاء التّسيّب الكبير من البلدية التي لا تحرّك ساكنا إزاء تكدّس القمامة التي أرّقت حياة المتساكنين، والانتصاب وسط الطّرقات والأزقّة دون رقابة ممّا قد يعطّل تدخّلات أعوان الحماية المدنيّة والشّرطة في حال اندلاع حريق أو حادث شأن ما جرى في السّابق في هذه السّوق التي فُرضت بالقوّة على الأهالي.
الحلّ يكمن بحسب من تحادثنا معهم وبحسب المقترح رئيس الجمهورية المؤقت في زيارته الأخيرة للجهة في ضرورة الّتسريع في إجراء انتخابات بلديّة تكون حجر الزّاوية لعمل بلديّ مسؤول مع ما شاب النيابات الخصوصيّة التي لم تتغيّر منذ الثّورة من تجاذبات سياسيّة هي عبارة عن حملات انتخابيّة سابقة لأوانها ليبقى المواطن المتضرر الوحيد في ظل هذه الفوضى، والعشوائية في اتخاذ القرارات.