لم يحقق «الصولد» الشتوي في يومه الأول انتظارات التجار في التخفيف من وطأة الكساد الذي عانوا منه طويلا وفشل في تحريك الدورة الاقتصادية التي عانت من الركود، ولا عزاء للمواطن. «الشروق» واكبت اليوم الأول للصولد الشتوي ورصدت انطباعات أهل المهنة والتجار والمواطنين الذين أجمعوا أن اليوم الأول كان دون الانتظارات وغاب فيه الجو الاحتفالي والإقبال المعهود.
فشل
وضعت المحلات التجارية بالعاصمة صباح أمس لا فتات على الواجهات تدل على انخراطها في «الصولد» فيما اعتبرت نوال موظفة أن قيمة التخفيضات تتراوح في عديد المحطات بين 20 و30 بالمائة وتساءلت هل يمكن للمواطن الذي تدهورت قدرته الشرائية بسبب الغلاء المتواصل في كل المواد أن يشتري ملابس بتخفيضات ضئيلة ؟ وكربة بيت خرجت نوال خلال اليوم الأول لتشتري بعض الملابس لها ولزوجها ولأبنائها وكانت تأمل أن تصل التخفيضات إلى 50 بالمائة كما السنة السابقة لكن كما يقول المثل : «إلّي يحسب وحدو يفضلو». بعد جولة مطولة قامت بها لرصد الأسعار في عديد المحلات عادت أدراجها إلى المنزل على امل العودة مرة أخرى عندما يمر التجار من التخفيض الأول إلى التخفيض الثاني أو الثالث. وختمت حديثها إلينا بأن «الصولد» هذه المرة لم يكن فرصة ينتهزها المواطن للشراء.
واتفقت معها صابرين في الرأي مضيفة أن المواطن الأوروبي ينتظر الصولد كفرصة لشراء أكثر ما يمكن من الملابس بينما المواطن التونسي ينتظره بفارغ الصبر لشراء ولو قطعة واحدة خاصة مع تدهور قدرته الشرائية.
وبات منطق انتهاز الفرصة غائب خلال هذه الدورة ولكن فاروق أصر على الشراء ورافق اصدقاءه للقيام بجولة مطولة لاحظ خلالها أن التجار يقومون بنفس المخالفات التي تعودناها كالصولد الوهمي وعرض الملابس القديمة.
ركود
حركية تجارية مقارنة بالأيام العادية هذا ما صرح به الأسعد قلال مسؤول بمغازة معروفة بكثرة الإقبال في دورات الصولد الناجحة واستدرك قائلا: «هي دون المأمول مقارنة بالدورات السابقة».
وأضاف كما أنها دون المأمول أيضا لأننا تعودنا أن نرى طوابيرا طويلة في محلاتنا خاصة في اليوم الأول حيث ينتهز حرفاؤنا الفرصة لشراء الملابس التي اختاروها مسبقا.
وأضاف أنه يأمل في أن تتغير الأمور مع خروج الموظفين من العمل باعتبارهم الحرفاء الأكثر إقبالا على المغازة.
وأشار إلى أن جميع التجار عانوا كثيرا من الكساد حتى أنهم يواجهون صعوبات كثيرة في سداد ثمن البضاعة للمزودين خاصة الأجانب. وفي نفس السياق أفاد محسن بن ساسي رئيس غرفة تجار الملابس الجاهزة والأقمشة أن التجار يعانون من إشكاليات عديدة تصل حد عدم القدرة على سداد المصاريف ونفقات الكهرباء والكراء
وبينما يفترض أن يكون «الصولد» المنقذ بالنسبة إليهم من كساد مطول وركود اتسمت به السنوات الأخيرة لأسباب تتعلق بالطقس وتأخر فصل الشتاء وأخرى بالقدرة الشرائية للمواطن ومعاناته الطويلة مع الغلاء. وبنفس تفاؤلي أفاد أن اليوم الأول لا يمكن أن يكون مقياسا والأيام القادمة ستكون أفضل.
إشهار كاذب
ذكر سليم سعدالله نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك أن هناك حركية متواضعة بالمحلات بالعاصمة وربما تنشط أكثر حسب رأيه مع نهاية الأسبوع . وذكر أن بعض المحلات يضعون أحيانا لا فتة في الخارج بتخفيض ب 70 بالمائة لكن في الداخل تجد بين 20 و 30 بالمائة فقط وهذا ما يسمى بالإشهار الكاذب . وقال: «طالبنا وزارة التجارة بإيجاد حلول لذلك».
فشل الصولد في تحقيق الأهداف المرصودة منه خلال اليوم الأول فهل تتحرك اليوم وغدا لا سيما وان اليوم الأول تزامن مع يوم الجمعة حيث ينصرف البعض للصلاة ويتجنب البعض الأول التبضع في هذا اليوم الذي كاد يتحول بعد الثورة إلى يوم للتحركات والاحتجاجات المرفوقة أحيانا بالعنف .