خسائر كبرى على المستوى الاقتصادي، اضافة إلى تعطيلات في النقل يمكن أن تعيشها البلاد في صورة تنفيذ التهديد بإمكانية القيام بإضراب ثان من شركات وعمال ناقلي المحروقات. تحدث السيد الحبيب الملوّح المدير المركزي لشركة استغلال وتوزيع المحروقات أمس خلال اللقاء الاعلامي الدوري بمقر رئاسة الحكومة عن الخسائر الكبرى التي يمكن أن يتحملها الاقتصاد وعن إمكانية شل حركة النقل في صورة تنفيذ اضراب شركات ناقلي المحروقات وكانت شركة نقل المحروقات قد نفذت اضرابا يومي 28 و 29 جانفي...وتمكنت شركة استغلال وتوزيع المحروقات عجيل من تزويد محطات الوقود بالكميات اللازمة... لكن مدير الشركة أكد أن تزويد المحطات لأكثر من يومين خلال عملية القيام بإضراب أمر خطير ولا يمكن تجاوزه بسهولة وخسائره كبرى.
حوار وتهريب
دعا السيد الحبيب الملوّح موزعي المحروقات إلى الحوار قصد الوصول إلى حلّ ومن أجل تغليب المصلحة الوطنية موضحا أن القيام بإضراب مفتوح قد يجرّ إلى خسائر كبرى اضافة إلى تعطل النقل والمصالح الاقتصادية اضافة إلى تضرر المقدرة الانتاجية لعدد من المواد.
واعتبر المدير المركزي لشركة استغلال وتوزيع المحروقات أن التهريب قد أضرّ بالقطاع وأشار إلى ما تتسبب فيه المحروقات المهربة من أضرار وخسائر مالية معتبرا التهريب من أبرز الأسباب المؤدية إلى اختلال التوازنات.
ومن المنتظر القيام بمجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تلجم حدة التهريب ومنها تزويد حرس الحدود والجيش بالإمكانيات اللازمة لمساعدتهم أثناء القيام بواجبهم الوطني للتصدي لهذه الظاهرة.
صفوف وتخوف
ولاحظ المتحدث باسم شركة استغلال وتوزيع المحروقات الإقبال الكبير الذي شهدته محطات التزويد بالبنزين الإضراب مؤكدا أن الشركة حاولت تفادي الإضراب السابق وأن البلاد تشهد لأول مرة اضرابا بمثل ذلك الحجم ودعا إلى الحوار واصفا الأزمة الحاصلة بالخطيرة جدا وأن البلاد لا يمكن أن تتحمل اضرابا آخر وأن محطات البنزين لن تصمد أكثر من خمسة أيام وأن المخزون سينفد من اليوم الأول.
وأشار السيد الحبيب الملوح إلى أن اللجنة الوطنية للتحكم في الأسعار تتجه نحو دعوة الوزارة المعنية إلى إقرار مجموعة من الإجراءات الجديدة تجاه مهربي المحروقات.
أما فيما يتعلق بالتونسيين الذين يعملون في مجال بيع المحروقات لاسيما «المهربة» وبصفة خاصة على الحدود التونسية والتي توفر مورد رزق لعائلات كثيرة لاسيما بجهة بنقردان فقد اعتبر السيد الحبيب الملوح أن مقاومة بيع البنزرين المهرب بهذه المناطق يتطلب القيام بعملية تنمية شاملة بهذه الجهات وإيجاد حلول بديلة... وأن حل مشكل التهريب يتطلب عموما حلولا تنموية عامة وللإشارة فان استهلاك التونسي من المحروقات يوميا يقدر ب 10 ملايين لتر من المحروقات منها 3 ملايين من بنزين القازوال والانارة.