سادتي يا من جعلتم «الثورة» عروسا من الدمى المتحركة واقمتم لها عرسا وألبستموها من أعلام أحزبكم من أحمرها الى أبيضها ومن أزرقها الى أسودها فستان العرس الأبيض في أكبر عملية بيضاء. وقرعتم بناديركم وطبولكم ودفافكم وطاراتكم. ونفختم في قش مزاميركم، وشطح كل منكم على نوبته الى حد فقدان الوعي وشبقية الدوخة حتى ينسى أن «الحساب تحت الخوخة». وقلتم العرس عرسنا والعروس عروسنا وأقمتم لها «الفزعة» في الأنهج الطويلة.
و«ورّشتم» على رأسها ورؤوس العشيرة والأتباع وباعة سوق المتاع المستعمل. وسرتم بالعروس مع كل العرائس المتحركة وأتحداكم إن كنتم تعرفون الى أين بها أنتم ذاهبون؟
سادتي اتحداكم وأتحدى كل من يدعي في الثورة علما وفلسفة ونصيبا أوفر وأكبر من كل نصيب في إرث سدة الحكم وانتصب في ذاك العرس الابيض «طبال ومعرس لولده» على العرف الجاري في غياب عدول الاشهاد والشهود وبطاقات الهوية اتحداكم مهما «كسكستم» ومهما حمصتم «وباركتم لأنفسكم وزغردتم إن لم تكن الزغاريد أكثر من الكسكسي ولم توزعوا اللحم بعد النظر الى الوجوه لأن كل «العرّاسة» بلا وجوه.
وأتحدى فيكم كل من أفتى ومالك في المدينة وكل من تيمم بحجر الوادي وهو في الوادي، وكل من ادعى انه من الشرفاء ناسيا كبار «الحومة» أنهم لم يموتوا بعد. وكل من «بات مع الجران صبح يقرقر» وكل من مشى في هذا العرش مشي الحمام وبدل لحية بلحية وأضاع مشيه وفقد اللحيتين. وكل من اشعل النيران وتساءل عن مصدر الدخان وكل من «لا طاح لا دزوه» ملأ الدنيا صياحا وغوثا ونجدة وتظلّما وكل من كتب على الحوت الوعود بالجنة في الدنيا وأطلقه يسبح في البحر وكل من ركب العصا حصانا وبرى سيفه أو خنجره أو سكينه وتسلح بما كتب من الغازات المشلة للحركة في غزوات جيوب الردة أتحداكم. واتحدى قبلكم نفسي وأمي التي انجبتني ان لم تكونوا أنتم من قسم الشعب وفرق بين الأخ وأخيه وأقام بينهما مركز تفتيش وأتحداكم إن لم يكن عرسكم هذا هو عرس التأسيس لأن يكون البوليس هو العريس على الجاري منذ قرون وقرون.