بالتزامن مع الغارات الصهيونية التي استهدفت مواقع عسكرية سورية بريف دمشق علا صوت الجمهوريين الأمريكان في الكونغرس مطالبين بتدمير المقدرات الجوية للجيش السوري فيما نجحت طهران في إحداث اختراق نوعي داخل الجسد المعارض السوري. طالب السيناتور الأمريكي جون ماكين، بتدمير سلاح الجو السوري زاعما خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، إنه من غير الممكن مواصلة متابعة الحرب الأهلية في سوريا، دون تحريك ساكن.
باترويت وكروز
وأضاف ماكين: في الواقع هناك خيارات، منوها إلى أن حلف شمال الأطلسي « ناتو»، نصب في تركيا صواريخ باتريوت التي لديها القدرة على ضرب الطائرات السورية في جنوب حلب.
وفي سياق متصل أشار السيناتور الأمريكي إلى إمكانية استخدام أسلحة تكتيكية، مثل صواريخ «كروز» لضرب المقاتلات السورية عند إقلاعها. كان الحزب الجمهوري رشح ماكين في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008، لكنه خسرها أمام الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، الذي كان مترشحاً عن الحزب الديمقراطي.
صالحي والخطيب
وفي الطرف المقابل للدعوات الأمريكية لمزيد التورط في المشهد السوري , التقى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي على هامش الدورة ال49 لمؤتمر ميونيخ للامن مع أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وذكرت قناة «برس تي في» الايرانية أمس أن الوزير أجرى لقاء مع الخطيب استمر 45 دقيقة وتركز على الازمة السورية. وقال الخطيب في أعقاب المباحثات مع صالحي: «اتفقنا على ضرورة إيجاد حل من أجل وقف معاناة الشعب السوري».
كما التقى وزير الخارجية الإيراني مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، وناقش معه آخر التطورات في سوريا. ودعا الوزير الايراني الى بذل جهود منسقة من قبل كل الدول من أجل المساعدة على «وقف العنف في سورية ومنع تدمير البنية التحتية في البلاد على ايدي المسلحين المدعومين من الخارج». وشدد على ضرورة الحوار الوطني باعتباره أفضل سبيل لتسوية الازمة السورية.
كما عقد وزير الخارجية الايراني على هامش المؤتمر لقاءات منفصلة مع كل من نظيريه الالماني غيدو فيسترفيله والايطالي جوليو تيرتسي ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ناقش خلالها أهم التطورات الاقليمية والخطة الايرانية للتسوية في سوريا.
وفي أول تواصل شبه رسمي بين رئيس المعارضة السورية الخطيب والحكومة السوية , طالبت الأخيرة امس رئيس الائتلاف السوري المعارض من الخارج الشيخ معاذ الخطيب «نبذ العنف من اجل نجاح الحوار» على حد تعبيرها.
جاء ذلك في اول رد رسمي للسلطات على لسان وزير المصالحة على حيدر، بحسب ما تطلق عليه السلطات. وقال حيدر إن «أبواب الحوار مفتوحة لجميع الراغبين فيه بدون استثناء لكن للحوار أسس، وعلى وجه التحديد نبذ العنف، وان ذلك ليس شرطا، بل عامل إنجاح الحوار». وبشأن شرط تمديد جوازات السفر للسوريين في الخارج الذي طرحه الخطيب، قال حيدر الوزير في الحكومة السورية إن «اللجنة الوزارية ذات الشأن اتخذت مجموعة من الإجراءات، وبينها وقف جميع الملاحقات القضائية بحق الموجودين في الخارج لتسهيل مشاركتهم في الحوار وتأمين كل الوثائق المطلوبة لاستقبال هؤلاء السوريين وشخصيات المعارضة في الخارج».
أما عن شرط إطلاق سراح 160 ألف معتقل الذي طالب به الشيخ الخطيب ، قال الوزير حيدر إن» هذا كلام إعلامي، وهذا الرقم مبالغ فيه «.